سياسة الإعدام الإسرائيلية في انتفاضة القدس

إعدام فلسطيني برصاص الاحتلال - aljazeera.net -
إعدام فلسطيني برصاص الاحتلال – aljazeera.net –

د.عصام شاور

الأحد 19 محرم 1437//1 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية

أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي, أمس, على إعدام الفتى الفلسطيني محمود نزال من محافظة جنين, بادعاء أنه حاول القيام بعملية طعن للجنود, مع غياب أي دليل على تلك الادعاءات. الشهيد محمود لم يكن الأول الذي يعدم بدم بارد وبدون أي سبب, ولن يكون الأخير, وقد تميزت انتفاضة القدس بهذه السياسة الإجرامية التي تمارس من خلال أفراد جيش الاحتلال أو من قبل قطعان المستوطنين الذين أصابهم السعار والجنون إلى حد قتلهم أنفسهم أحيانًا لمجرد الظن بأن المستهدف “عربي”، وهذا دليل قطعي بأن ادعاءاتهم باطلة.

الرعب والحقد والرغبة بالانتقام هي الدوافع لدى المستوطنين اليهود لقتل الفلسطينيين, ولكن الجيش ذاته يمارس سياسة الإعدام الميداني بقرار رسمي سابق ولا يمكنه أن يقدم على ذلك دون قرار، وقد تكون تلك السياسة شبيهة بسياسة جيش الاحتلال في حروبه على قطاع غزة وخاصة الأخيرة منها، وهي إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين مع تدمير مكثف للبيوت والمؤسسات والبنى التحتية للتغطية على خسائره وهزيمته, أمام مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، وكذلك فإنه يلجأ إلى تلك السياسة الجبانة للضغط على الشعب الفلسطيني في محاولة منه لكسر صموده، ولذلك فإننا نسمع أصواتًا نشازًا من بيننا تسلط الضوء على خسائرنا في الأرواح بذريعة أن الشباب يُستشهد دون مقابل, كما سمعنا نفس الأصوات التي اعتبرت انتصار المقاومة في حرب العصف المأكول هزيمة بدليل الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات، وهذا هو السبب نفسه الذي دعا زعيم حزب الله حسن نصر الله إلى الإقرار بأنه أخطأ بخوض حرب 2006 مع الاحتلال, وقد سمعنا كلامًا مشابهًا من قيادات فلسطينية تلقي باللائمة على المقاومة، وكلها أصوات مهزومة تتعامل مع الحروب ونتائجها بحساب الربح والخسارة المادية كأي مشروع تجاري اعتادت على إدارته.

اقرأ أيضا  قطر: قصف مقر "الجزيرة" بغزة خوف من نقل الحقيقة

نحن نألم لاستشهاد أبنائنا وبناتنا في المعركة مع المحتلين, ولكننا لا نستطيع أن نعلن استسلامنا للمحتل الإسرائيلي وخاصة أنه يألم أكثر منا أضعافًا مضاعفة لما أصابه من وهن وعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية التي تتعاظم يومًا بعد يوم، وقد سلبت من كل مغتصب على أرض فلسطين أمنه الشخصي وباتت المقاومة الفلسطينية تهدد وجود الكيان العبري الغاصب برمته على أرض فلسطين.

إن سياسة الإعدام التي يمارسها المحتل الإسرائيلي لن توقف انتفاضة القدس بل ستزيدها لهيبًا, ولا بد للقيادة الفلسطينية أن تساند الشعب بكل الوسائل لوقف تلك السياسية الإجرامية بكل الطرق ودون تلكؤ أو مماطلة، وعلى المهزومين أن يلوموا المجرم على إجرامه وأن يتوقفوا عن التباكي المريب.
“نسأل الله النصر لشعبنا والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى”.

اقرأ أيضا  300 ألف حالة اعتقال منذ الانتفاضة الأول

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.