عفتك…. ايتها الوردة !!!

تأتي استعانة بنت رسماني

طالبة الشريعة المساتوى السادس في معهد العلوم الإسلامية والعربية بجاكرتا إندونيسيا

الثلاثاء 26 رجب 1437/ 3 مايو/آيار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه , حمدا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه, و صلى الله و سلم على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم سلاما تسيما كثيرا , و بعد

أختي العزيزة..

كلمة أهمسها في أذنكِ..

كلمة أبعثها إلى فؤادكِ..

كلمة أزفها إلى روحكِ الطيبة..

إليكِ.. يا جوهرة مضيئة..

نصائح غالية تخرج من قلبٍ اخت محبة لك و أم مشتاقة للقياك… إليكِ.. يا درة مصونة.. إليكِ.. يا لؤلؤة مكنونة..

أختي المسلمة العفيفة…

أن النصيحة لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل…

اعلمي… و افهمي…و تأملي..

فإنّ أعظم مظاهر العفاف في المسلمة هو الحجاب؛ فهو ينطوي على كل مفردات الطهارة والحياء.. ويشمل كل معاني الفضيلة والنقاء..

فقد اثبته الله بكلماته …r{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [سورة الأحزاب: 59

و لمح فيه أن عفة المرأة إنما هي في حجابها… بلى… إنما هي في حجابها ..

اقرأ أيضا  العناية بدعوة المرأة المسلمة وتحصينها

و ملامح تعرف من ذكره التعليل على فرض الحجاب لجميع البدن والزينة بالجلباب؛ وذلك حتى تعرف النساء بالعفة

وحتى لا يفتتن ولا يفتن غيرهن فلا يؤذين…

ويقتضي أن لا يكون الجلباب مما في نفسه زينة, ملفتة للنظر وداعية إلى الفتنة,

لأنّ المقصود منه هو لستر الزينة، وقطع دابر الفتنة، فإذا كان الحجاب مبديًا للزينة أو كان هو نفسه كذلك لم يحصل المقصود منه، وقد قال تعالى: {لَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [سورة النور: من الآية 31]،

و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها» [رواه الترمذي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “المرأة يجب أن تصان وتحفظ بما لا يجب مثله في الرجل، ولهذا خصت بالاحتجاب وترك إبداء الزينة، وترك التبرج، فيجب في حقها الاستتار باللباس والبيوت ما لا يجب في حق الرجل؛ لأنّ ظهورها للرجال سبب الفتنة، والرجال قوامون على النساء…

اقرأ أيضا  الولايات المتحدة: 8 جامعات تفتح أبوابها لطالبة مسلمة متميزة

و قال الشاعر :

إنّ الرجال الناظرين إلى النساء *** مثل السباع تطوف باللحمان

إن لم تصن تلك اللحوم أسودها *** أكلت بلا عوض ولا أثمان

و من المناظر المرعبة لهدم العفاف في لباس المسلمة ما ابتليت به الأسواق باسم الحجاب العصري,منظر مؤسف والله…

نرى كثيرا من أنواع الحجاب, و هو وإن كان مخلاً من الجملة بشروط الحجاب الشرعي إلاّ أنّه لا يصل إلى درجة العري الفاضح،متحجبة لكنها قريبة من العريان,و في جانب أخر نرى امرأة متحجبة متنقبة لكن في النهاية يسمى حجابها تبرجا, و لم يا أختاه؟

لسبب فقد المقصود من الحجاب و هو ستر العورة و وقطع دابر الفتنة، فإذا كان الحجاب مبديًا للزينة أو كان هو نفسه كذلك لوجود الألوان البارزة التي لا تميل إلى الغموض فلم يحصل المقصود منه لانه حينئذ سيثير الرجل لرؤية المرأة و النظر إليها …

  فأعداء العفاف جعلوه حلاً وسطًا تساير به المرأة المسلمة تطورات الموضة والزينة، وفي الوقت نفسه تكون بعيدة عن التبرج الصريح،

 وما هو في الحقيقة إلاّ استدراج ماكر، بيته دهاقنة دور الأزياء والموضة، وأباطرة الدعوة إلى السفور والانحلال، للقضاء على الحجاب الشرعي والنيل من بنات الإسلام، وجواهر المجتمع، ليسهل عليهم النيل من المسلمين جميعا كما جرت بذلك العادة في كثير من دول المسلمين.

اقرأ أيضا  نماذج من الترويح في العصر النبوي

ولذا فإنّ حرصك يا وردة على عفاف نفسها وحجابك يتطلب منك ثباتًا أمام الفتن.. وتزودًا من الطاعة والعبادة والتقوى.. وأن تكون على مستوى من الوعي بما يكاد لها من طرف الغرب الحاقد وأذنابه ممن تشبعوا بثقافته الهابطة التي تدعو إلى الانحلال والرذيلة صابغة دعوتها بصبغ الحرية الشخصية.. والمساواة ونحو ذلك من المسميات

أسأل الله أن يجعل نظرك عبراً، وصمتك فكراً، ونطقك ذكراً، وأن يجعلك هادية مهدية، تعيشين سعيدة، وتموتين شهيدة، وتحشرين مع عائشة وفاطمة وخديجة، مع اللاتي أنعم الله عليهن بالنصيحة والدعوة إلى الله والإخلاص لهذا الدين. آمين

المصدر : وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.