فقراء غزّة يشكون: مساعدات أقلّ في ظروف أصعب

فقراء غزّة يشكون: مساعدات أقلّ في ظروف أصعب (www.alaraby.co.uk)
فقراء غزّة يشكون: مساعدات أقلّ في ظروف أصعب
(www.alaraby.co.uk)

الخميس،5رمضان 1435الموافق3 تمور/يوليو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
فلسطين – غزة
لم تعد المساعدات الغذائيّة الرمضانيّة التي تتلقاها الحاجة أم المجد عوض من مخيّم جباليا للاجئين الفلسطينيّين شمال قطاع غزّة، تكفي عائلتها. فالكميّة التي باتت تتلقاها أقل من ذي قبل، في ظل شكوى مؤسسات خيريّة في القطاع من صعوبة عملها وسط تزايد أعداد الفقراء وقلّة الدعم المتوفّر لها.
كأن ما يعانيه أهل القطاع في ظلّ الغارات المستمرّة عليهم لا يكفيهم. فأتى تردّي أوضاع المؤسسات الخيريّة لينغّص عليهم رمضان هذا العام.
وتعيل أم المجد أسرة مكوّنة من سبعة أولاد بعد وفاة زوجها قبل ثلاثة أعوام. وهي تعتمد بشكل أساسي في تدبير أمور العائلة على المساعدات التي تتلقاها من المؤسسات الخيريّة والحكوميّة الفلسطينيّة، غير أنها تؤكد أن تلك المساعدات قلّت كثيراً على الرغم من صعوبة الأوضاع وازدياد الحاجة.
وتقول أم المجد (40 عاماً) لـ”العربي الجديد” إن “المساعدات التي يتلقاها الفقراء والمحتاجون في غزّة باتت شحيحة. لا أعرف السبب، لكن الناس في القطاع ما زالت تعاني ظروفاً صعبة وهي بحاجة إلى من يساعدها ويمدّ لها يد العون ويخفف من معاناتها”.
وقارنت أم المجد بين رمضان الحالي ورمضان قبل عامَين. ففي هذا العام، حصلت على مساعدة غذائيّة لا تزيد قيمتها عن 25 دولاراً للشهر كاملاً، لكنها في رمضان قبل عامَين حصلت على حصص غذائيّة عدّة ومساعدات ماليّة تكفيها للشهر وأكثر.
من جهته، يقول الحاج منذر أبو رضوان العاطل من العمل منذ 13 عاماً، إنه كان يتوجّه إلى المؤسسات الخيريّة مع بداية شهر رمضان من أجل أن تساعده في إعالة أطفاله، غير أن الكثير منها هذا العام اعتذر منه. فهذه المؤسسات تعاني من نقص في التمويل ومن صعوبات في إدخال المساعدات إلى القطاع.
ويشير أبو رضوان لـ”العربي الجديد” إلى أن “الظروف المحيطة بنا، والثورة في سورية وما خلفته من مآس لملايين السوريّين، قلصت اهتمام العالم العربي والإسلامي بقطاع غزّة. وذلك على الرغم من أن القطاع ما زال في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، بخاصة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة”.
المؤسسات الخيريّة تعاني.. أيضاً
وتشكو المؤسسات الخيريّة في القطاع في السنوات الأخيرة من قلة الدعم الذي يصلها والذي لا يغطّي حاجة فقراء غزّة الذين تتزايد أعدادهم، وذلك نتيجة للثورات العربيّة وتزايد العوَز في العالم العربي. غير أن المؤسسات تعاني أيضاً من مشكلات في إيصال المساعدات والأموال من العالم إلى غزّة نتيجة خوف المصارف من عقوبات أميركيّة وإسرائيليّة.
“كان عدد الأسر الفقيرة في غزّة يبلغ خمسين ألف أسرة تقريباً، والآن أصبح يزيد عن مئة ألف أسرة”
ويقول منسّق المؤسسات الخيريّة في قطاع غزّة الدكتور أحمد الكرد، إن عدد الأسر الفقيرة زاد بنسبة تفوق المئة في المئة، وذلك لأسباب عدّة، منها إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزّة، بخاصة المنافذ الأرضيّة (الأنفاق) التي تربط القطاع بمصر والتي ساهم إغلاقها في ارتفاع نسبة البطالة.
يضيف الكرد لـ”العربي الجديد” أن “واقع الفقراء أليم جداً، والمساعدات البسيطة والشكليّة لا تعينهم. فهم بحاجة إلى الكثير من الأمور والاحتياجات الأساسيّة، بخاصة في ظل تضاعف عدد الفقراء. فعدد الأسر الفقيرة كان يبلغ خمسين ألف أسرة تقريباً، والآن أصبح يزيد عن مئة ألف أسرة”.
ويوضح أن تقليص حجم المساعدات التي تصل إلى قطاع غزّة، أدّى إلى تناقص حاد وملحوظ في نسبة المساعدات التي تتلقاها هذه العائلات المستورة، مؤكداً أن المساعدات التي تقدّم إلى الفقراء في غزّة باتت غير مؤثرة في أوضاعهم الصعبة للغاية.
ويشير الكرد إلى أن سلطة النقد الفلسطينيّة (البنك المركزي) تمنع المصارف من تسلم الحوالات الماليّة التي ترسل إلى الفقراء في غزّة، ما يزيد من الأعباء والمشكلات التي تعيشها الأسر الغزيّة الفقيرة، لافتاً إلى أن العام الحالي هو الأشد صعوبة بين سنوات الحصار المفروض على القطاع،بحسب ما ورد في alaraby.

اقرأ أيضا  استمرار العقوبات يعكس عدم رغبة السلطة بالمصالحة

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.