مَنْ الذي اختطف المقاومين الأربعة؟

معبر رفح - gate.ahram.org.eg -
معبر رفح – gate.ahram.org.eg –

إياد القرا

الاثنين 9 ذو القعدة 1436//24 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا

التساؤلات المفتوحة في هذه الحادثة: من المستفيد من وراء خطفهم؟ ولصالح من عمل الخاطفون؟، وأين دور الأمن المصري في حماية المسافرين على أراضيه، وحماية الأمن القومي في حال كان الخاطفون لا ينتمون للأجهزة الأمنية المصرية؟، وكيف تمكن الاحتلال من الوصول إليهم؟، وكيف وقع الشبان بهذه السهولة في أيدي الخاطفين، وهناك جهات أمنية مصرية في معبر رفح وفرت معلومات عنهم.

المسؤولية الأولى في هذا الملف يتحملها الأمن المصري بصفته الجهة المسؤولة عن إدارة معبر رفح، وأن الشبان الأربعة اختطفوا أثناء وجودهم في الأراضي المصرية، وقد عبروا من خلال معبر رفح سيئ السمعة والصيت، حيث يتم اتباع إجراءات أمنية متشددة ضد المسافرين وخاصة ضد الشبان ولا يسمح لهم بالدخول للأراضي المصرية، وفي حال الموافقة يتم ترحيلهم عبر “باصات” خاصة تسمى “باصات الترحيلات” ويرافق المسافرون ممثل عن السفارة المصرية في القاهرة، وكذلك ضباط شرطة مصريون لضمان استلام المسافرين من معبر رفح وتسليمهم في مطار القاهرة لترحيلهم للدول التي يرغبون بالتوجه إليها.

اقرأ أيضا  صفة عمر بن الخطاب وصورته

الفرضية الأولى أن الأمن المصري هو من قام بخطفهم لتوفر معلومات حولهم، باعتبارهم يشكلون خطراً على الأمن المصري، ولا يعرف ما هو مصدر المعلومات المتوفرة حول هؤلاء الشبان ، أو أن يكون الاحتلال مارس ضغوطاً على الأمن المصري وقدم معلومات مضللة لهم، ومنعاً للإحراج قامت الأجهزة الأمنية المصرية بعملية الخطف بعد عبورهم بمئات الأمتار واحتجازهم والتحقيق معهم.

الفرضية الثانية أن يكون الاحتلال عمل خارج سياق الأجهزة الأمنية المصرية بتنفيذ عملية الخطف عبر مهربين أو أشخاص لهم ارتباط بالأجهزة الأمنية المصرية أو من خلال وحدات خاصة إسرائيلية بخطفهم ونقلهم إلى داخل إسرائيل، أو التحقيق معهم في الأراضي المصرية.

الفرضية الثالثة أن تكون جماعات سلفية لها خلافات مع حركة حماس وتريد أن تضغط على حركة حماس لتلبية بعض الشروط لها مرتبطة بإطلاق سراح بعض المتشددين فكرياً، بينما الفرضية الرابعة ترتبط بقيام عناصر أمنية فتحاوية تتبع لمحمد دحلان، بطريقة ما نسقت العمل مع جماعات في سيناء أو حتى الأجهزة الأمنية المصرية لإحداث قلاقل أمنية في سيناء وإعادة التوتر وبقوة بين حماس والسلطات المصرية والذي من شأنه أن يؤثر على المحادثات التي تدور بين حماس وبعض الأطراف الدولية.

اقرأ أيضا  يقدم الإمام الشيخ يخشى الله منصور تعازيه في استشهاد أبناء وأحفاد إسماعيل هنية

لذلك مصير الشبان الأربعة سيبقى مجهولًا ومرتبطًا بالجهة الافتراضية التي قامت بعملية الخطف، فإن كانت الأجهزة الأمنية المصرية، فإما أن تعلن عن اعتقالهم بشكل رسمي وتتحمل تبعات ذلك باعتباره تصرفًا لا أخلاقي ويتنافى مع الأعراف والقوانين، والأسوأ أن يتم التخلص من هؤلاء الشبان بطريقة ما.

بينما فرضية الاحتلال التي تقوم على نقلهم إلى كيان الاحتلال وتجاهل تأثير ذلك على السيادة المصرية وخاصة أنه حتى الآن لم يصدر عن السلطات المصرية أي موقف سواء نفي أو إثبات الحادثة، وهنا يمكن أن تتملص الأجهزة الأمنية المصرية من المسؤولية، أو لا قدر الله أن تقوم المخابرات الإسرائيلية بالتخلص منهم بطريقة القتل واتهام جهات أخرى بذلك، لكن الراجح أن يتم إعلان الاحتلال عن اختطافهم كما حدث في حالة سابقة وهو ما يعزز عدم الإعلان المصري عن موقفه.

في كل الحالات من المؤكد هناك بعدان مهمان الأول يرتبط بالمسؤولية التي تقع على السلطات المصرية باعتبارها الجهة المسؤولة عن سلامتهم وهذا يتطلب تحركاً سياسياً من حركة حماس تجاه السلطات المصرية لمعرفة مصير الشبان وما الهدف من اختطافهم؟، وضمان عدم حدوث توتر آخر في العلاقة وفتح المجال أمام إشكاليات تنتج عن الحادثة وخاصة أن بيان كتائب القسام كان واضحاً في ذلك، لكن لم يسمِّ السلطات المصرية بالمسؤولية.

اقرأ أيضا  الفصائل الفلسطينية تعلن رؤيتها بشكل رسمي لإنهاء الانقسام والخطوات العملية لتنفيذها

البعد الثاني والمهم أن مصير الشبان الأربعة غامض ويثير القلق مع مرور الوقت وهو ما يستوجب تحركاً في هذا الأمر، وأن تعلن السلطات المصرية عن موقفها وهو ما يمكن أن يساهم في الوصول إليهم في حال عدم تواجدهم لدى الأجهزة الأمنية المصرية وحينها يصبح من الواضح أن الاحتلال هو من يقف خلف ذلك.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.