القيود الصينية على إقامة شعائر رمضان

الخميس-17 رمضان 1434 الموافق25 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

أدَّى فرض الحكومة الصينية قيودًا على ارتياد مسلمي الإيجور للمساجد وتدخلها في صيامهم خلال شهر رمضان الكريم، إلى إثارة غضب مجموعات حقوق الإنسان؛ حيث قالت د/”كاترينا لانتوس سويت” – ممثلة مفوضية الولايات المتحدة للحرية الدينية العالمية – في تصريح لشبكة The Muslim Village في 15 يوليو الجاري: “إن حملات قمع حكومة بكين التي شنَّتها الحكومة باسم الاستقرار والأمن ضد المسلمين الإيجور تستهدف التجمعات الصغيرة التي تتجمع للدراسة الدينية وممارسة العبادات”.

وقالت: “هذه الانتهاكات كما كان متوقعًا لم تؤدِّ إلى الاستقرار ولا الأمن، ولكن أدَّت إلى عدم الاستقرار وغياب الأمن”.

في مستهل شهر رمضان قامت السلطات الصينية بفردِ قيودٍ على أداء المسلمين للصلاة ومعارضة صيامهم نهار رمضان.

وطبقًا لتصريحات “ديلكسادي ريكسيتي” المتحدِّث باسم جمعية مسلمي الإيجور العالمية، فإن المسؤولين الحكوميين قاموا بتكرار اقتحام منازل مسلمي الإيجور لتقديم الفواكه والمشروبات خلال ساعات النهار لإجبارهم على فطر رمضان.

واتهم السلطات الصينية بحظرها الاجتماعات المنظمة لدراسة النصوص الدينية؛ حيث تُخضع الأماكن الدينية لرقابة صارمة بما تضمن مراقبة على مدارِ الساعة للمساجد بالمدينة الشمالية “كرامي”، وذلك طبقًا لما ذكرته صحيفة كارامي اليومية. 

وقد أكَّد تقرير مفوضية الولايات المتحدة للحرية الدينية العالمية السنوي وقوعَ هذه القيود المقلقة، والذي أشار إلى تعرُّض العديد من مسلمي الإيجور للسجن بسبب المشاركة في الأنشطة الدينية بصورة فردية مستقلة، وكذلك فرضت الحكومة الغرامةَ على الموظَّفين الحكوميين والأساتذة الجامعيين والطلاب في حالة ثبوت صيامهم أثناء نهار رمضان. 

اقرأ أيضا  العيد في زنازين الاحتلال.. حسرة على لمة العائلة

وقد استشهد تقريرٌ آخر صادرٌ عن جمعية الإيجور الأمريكية بواشنطن أبريل الماضي بصاحبِ أحد المطاعم من “هوتان”؛ حيث أشار إلى أن الحكومة تفرضُ الغرامة على أي مطعم يغلق أبوابه خلال رمضان حتى ولو بغرض إجراء إصلاحات.

وتعليقًا على ذلك قال “عليم سيتوف” رئيس جمعية الإيجور الأمريكية: “إن قيود الدولة الصينية العدوانية المتطرفة على الشعائر الدينية والتدخل المتطفل في حياة المسلمين الإيجور الخاصة، لن يؤدي إلا إلى استثارة الغضب الشديد بين شعب الإيجور”.

وقال أيضًا: “يمكن أن يندلع العنف مجددًا نتيجة لهذه الإجراءات القمعية المنظمة”.

الكفاح من أجل الحفاظ على الهُوِيَّة:

لقد أصبح الكفاح ضد الحكومة الصينية من أجل ضمان الحرية الدينية وممارسة الشعائر الإسلامية رمزًا لهُوِيَّة الإيجور.

في هذا الصدد تقول د/”ريزا هاسماث” الباحثة بجامعة أكسفورد في اهتمام بالأقليات العرقية بالصين: “هذه الإجراءات ستؤدي فقط لترسيخ الشقاق بين العرقيات في شينغ يانغ” 

بينما حذَّر خبراء آخرون من أن الموقف في شنغ يانغ أكبر من كونه مشكلة أمنية محلية؛ حيث قال “رونان جونارنتا” – رئيس المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب بسنغافورة -: “ينبغي على الصين معالجةُ قضايا الأقليات بصورة أفضل”، وقال: “في هذه اللحظة يأتي التهديد تُجَاه الحكومة من الأقليات”.

اقرأ أيضا  ليس انقلاباً عسكرياً دموياً فقط!

لقد أدَّى القمع المتكرِّر ضد هُوِيَّة مسلمي الإيجور إلى دخول الصين في “حلقة مفرغة”، تنتهي بمزيد من الإصرار؛ حيث تقول “كيري براون” – مدير مركز الدراسات الصينية بجامعة سيدني -: “خلال الأسابيع القليلة الماضية كان لدى القيادة المركزية فكرة واحدة فقط، وهي استعمال المزيد من الإجراءات الأمنية قدر المستطاع”.

وقالت: “إلا أن هذه إستراتيجية تستوجب الخضوع للمساءلة بشكل كبير”.

وقالت أيضًا: “لدى الحكومة طريقة فكرية تتَّسِم بجنون العظمة إلا أن هذه مشكلة حقيقية ينبغي ألا تؤثر على الخارجيين”. 

إن هذه الإجراءات بالفعل تهدِّد بحدوث انتفاضة شعبية يحتمل أن يفيض على مستوى إقليمي، بل على مستوى قومي، وتعليقًا قالت “براون”: “يمكن أن يحدث انفجار بالصين في أي مكان، إلا أن شينغ يانغ تأتي في المقدمة”، وقالت: “إنها العاصفة القاضية”.

يعتبر المسلمون الإيجور أقلية تتحدث التركية تشكّل ثمانية ملايين مواطن يعيشون في إقليم شيغ يانغ بالشمال الغربي، لقد تمتع إقليم شينغ يانغ والذي يُطلق عليه النشطاء “تركستان الشرقية”، بالاستقلال الذاتي منذ عام 1955، إلا أنه يتعرض باستمرار لممارسات قمعية أمنية ساحقة من قِبل السلطات الصينية.

اقرأ أيضا  دعم الصحفيين: 233 اعتداء إسرائيلي على صحفيين منذ بداية 2021

وتتهم المجموعات الحقوقية السلطات الصينية بممارسة القمع والاضطهاد الديني ضد مسلمي الإيجور في شينغ يانغ متسترة باسم مكافحة الإرهاب.

ويتهم المسلمون الحكومة بوضع ملايين المواطنين من عرق الهان في مستوطنات بأراضي الإيجور لتحقيق هدف لاحق ينطوي على طمس هُوِيَّة الإيجور وثقافتهم. 

وتعليقًا على هذا أكد المحللون أن سياسة نقل المواطنين الصينيين الهان إلى شينغ يانغ لتشديد قبضة سلطة بكين أدى إلى زيادة عدد المواطنين الهان بالمنطقة؛ ليرتفع من خمسة بالمائة في الأربعينيات إلى ما يزيد عن 40 بالمائة في الآونة الحالية.

المصدرأون إسلام، ووكالات الأنباء

مترجم للألوكة من اللغة الإنجليزية

ترجمة: مصطفى مهدي

 

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.