فضل العشر من ذي الحجة

جعفر الطلحاوي (داعية مصري).

الجمعة- 6 ذوالحجة1434 الموافق11 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

1/ الصلاة على وقتها:

يستحب التبكير إلى أدائها في أول وقتها فذلك أحب ما يكون إلى الله تعالى، والإكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات من بعد رواتب الصلوات الخمس.”وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره…” روى ثوبان — رضي الله عنه — قال: سمعت رسول الله — صلى الله عليه وسلم — يقول: « عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة[24] » — وهذا في كل وقت. وفي الصحيح: عندما سأل ابن مسعود — رَضِيَ الله عنه — رسول الله — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وسلَّمَ — أي العمل أحب إلى الله قال — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وسلَّمَ — الصلاة على وقتها”ومن المعلوم أنها لا تسقط في سفر ولا حضر ولا سلم ولا حرب ولا أمن ولا خوف ولا علة ولا عافية. ومن ذلك أيضا

اقرأ أيضا  ميانمار..من مأساة لاخرى

2 / أداء الحج والعمرة:

فأشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة إلا أن ركن الحج الأعظم الوقوف بعرفة ووقته من فجر يوم التاسع من ذي الحجة إلى فجر يوم العاشر من ذي الحجة فمن فاته فعليه الحج من قابل فمن حمله الله تعالى في بره وبحره وبين سمائه وأرضه إلى بيته الحرام في الأيام الفاضلة فليحرص على إتمام الحج والعمرة لله تعالى لقوله عز من قائل ” وأتموا الحج والعمرة لله “البقرة: ومن أدى هذه المناسك مع التحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه كان الرجاء في الله تعالى أن يخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه ففي الصحيح ” من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه “والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.

هذا ويأتي بعد هذه الفروض العامة التي تشكل الحج وغيره كالصلاة والحج والعمرة لمن خرج إلى بيت الله مجموعة من النوافل يتقرب بها العبد إلى الله تعالى فإنْ فاتك الحج والاعتمار فلا يفُتْكَ الصوم والقيام وكثرة الذكر والاستغفار وسائر القربات الآتية.

3 / صيام الأيام التسعة ولا سيما اليوم التاسع يوم عرفة

اقرأ أيضا  انهيار الأسرة في المجتمع الغربي

فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. فقد اصطفى الله تعالى الصيام لنفسه كما في الحديث القدسي: ” قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به “[25] لأن النبي — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وسلَّمَ — قد حث على العمل الصالح في هذه الأيام العشرة ويدخل في عمومها هذه الأعمال الصيام كما أسلفنا وقد كان النبي — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وسلَّمَ — يصوم هذه الأيام التسعة من ذي الحجة.

فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين “[26]. وما كان — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وسلَّمَ — يدع صومها فعن حفصة — رضي الله عنها — قالت: (أربع لم يكن يدعهن النبي — صلى الله عليه وسلم —: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة[27]، قال الإمام النووي عن عشر ذي الحجة ” صيامها مستحب استحباباً شديداً “، واكدها صوم يوم عرفة لغير الحاج، فقد ثبت عن أبي قتادة — رضي الله عنه — أن رسول الله — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وسلَّمَ — سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفّر السنة الماضية والباقية[28] ).

اقرأ أيضا  شعال حرب في فلسطين أيضاً

وكان أكثر السلف يصومون العشر، منهم: عبد الله بن عمر، والحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة، ولهذا استحب صومها كثير من العلماء، لكن من كان في عرفة حاجاً — فإنه لا يستحب له الصوم، لأن النبي — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وسلَّمَ — وقف بعرفة مفطراً”.. وذلك ليتقوى على الدعاء والذكر.

المصدر : بوابة الشرق

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.