الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين

الثلاثاء 18ربيع الثاني 1438 الموافق 17 يناير/ كانون الثاني 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية

د. محمد ابو صعيليك
– حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه:
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة”.
تعقيب على الحديث:
يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بقاء طائفة تقاتل لأجل هذا الدين حماية لحياضه، وذباً عنه، وجهاداً لأجل رفعة شأنه. وتبقى هذه الطائفة على ذلك حتى تقوم الساعة.
وهذا يدل على وجود نصر الله تعالى لهذه الأمة ممثلاً في طائفة من طوائفها على مر الأيام وفي مختلف الأمكنة.

ويدل على بقاء الخير في هذه الأمة وعدم تلاشيه منها.
ويدل على استمرار عطاء هذه الأمة الذي لا ينفذ، ومددها الذي لا ينضب وبذرة الخير فيها التي لا تذوي مهما اشتدت الشدائد، وتكالبت الخطوب، واجتمعت الملمات، وتكاثر الأعداء، فهو وعد الله، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولن يخلف الله وعده.
ولن تختفي هذه الطائفة من حياة الأمة، بل تبقى ما بقيت حتى تقوم الساعة وهي تجاهد بهذا الدين أعداء هذا الدين، ولربما جال في النفس تساؤل عن هذه الطائفة من هي؟ هذا ما سنذكره بعون الله تعالى عند أحاديث الطائفة المنصورة.
– حديث أبي هريرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لن تبرح هذه الأمة منصورين أينما توجهوا، لا يضرهم من خذلهم من الناس حتى يأتي أمر الله”.
تعقيب على الحديث:
في هذا الحديث بشارة لهذه الأمة بدوام النصر لها أينما توجهت، وتطمين لها بأن كيد الكائدين لن يضرها، ولن يفت في عضدها، وأن النصر لهذا الدين ولهذه الأمة مستمر، على الرغم من فترات الضعف التي تقع فيها الأمة، وحالات استعلاء الكفار عليها في بعض الأوقات، وهذا يحدد أن الأمة إن ضعفت في مكان، فإنها تكون معافاة في مكان آخر، وهذا يعم الأمة المسلمة في شتى بقاعها المترامية، وفي مختلف فترات تاريخها الطويل، وذلك بدلالة عموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم هذا ولا مخصص له، وله أكبر الأثر في إذكاء روح الأمل بالنصر والتمكين لهذه الأمة في قلوب أبناءها.
كما أن فيه الدواء الناجع لذاك الداء القاتل داء اليأس الذي استشرى في قلوب هذه الأمة وعلى كافة مستويات أبنائها، وفي شتى البقاع التي هي فيها، لكن ذلك مشروط بأمر هام يغفل عنه الناس، وهو اليقين بهذه المبشرات، والعمل لتحقيق مقتضاها في حياة الناس، حتى تصبح واقعاً يراه الناس في حياتهم، وينظرون اليه. وهذا هو الأمر المهم الذي غفلت عنه هذه الأمة في هذه الأيام وعلى كافة مستوياتها، فتركت اللباب، واشتغلت عنه بالقشور، واشتغلت عن الأهم الأوجب، بالبحث عن أمور مهمة لكنها أقل أهمية من غيرها، وكل هذا من الأمة بسبب عدم ترتيب أوراقها ومهماتها، وما يجب أن تعمل وتقوم به لتعود إلى ما كانت عليه، وتقف في مصاف الأقوياء.
هذا ما وقفت عليه من الأحاديث المبشرة بظهور الإسلام على ما سواه من الأديان وذلك في حدود اطلاعي القاصر، وقد بذلت الوسع فيما بحثت، ولا نعذر إلا بالوسع، على أن نبدأ في الأعداد القادمة بإذن الله تعالى بسلسلة (الأحاديث المبشرة بكثرة الفتوح).

د. محمد ابو صعيليك

اقرأ أيضا  انتفاضة بلا قيادة.. حتى متى؟
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.