الشيخ السديس نقلا عن ابن تيمية : الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين

الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس -emaratalyoum.com -
الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس -emaratalyoum.com –

الاحد، 26 ذو القعدة 1435 الموافق 21 أيلول/سبتيمبر 2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية (مينا)

السعودية – مكة

رفع الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو ولي ولي العهد بمناسبة اليوم الوطني الـ / 84 / للمملكة.
وقال الشيخ السديس “في عصر زاخر بالصراعات المادية والاجتماعية والسلوكيات الأخلاقية وغير الأخلاقية والمفاهيم المنتكسة حيال الشريعة الربانية، ظهرت قضية بلغت من الخطورة أوجها وقاصيها ومن وجوب التصدي لها ذروتها ونواصيها إنها فتنة التفرق في الدين بين العباد وخرق وحدة الأوطان والبلاد وهي – لعمر الحق- غُمة تقض المضاجع وتنشر زوابع الشحناء والبغضاء وتلقاء هذه المرحلة العصيبة في الأمة من استحكام الأهواء والتحزب لزم العودة الجادة إلى أصول شريعتنا البَلْجاء، والاحتكام إلى ثوابتها الشمَّاء ففي رحاب الشريعة الغراء تنتفي التعصبات العِرقية، والنَّعَرات الطائفية والحِزْبيات والتصنيفات فهي تدعو إلى تعاون الأفراد والوِحْدة والاتحاد فالوِحْدة الدينية والوطنية من الضروراتِ المحكمات، والأصولِ المسلمات كما هي من أساس الأمن والاطمئنان، ودعائم الحضارة والعمران بل هي معراج لبلوغ مرضاة الدَّيان، قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا .
وأوضح السديس في كلمة له بهذه “المناسبة” إن ما ننعم به اليوم من الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم والازدهار لهو من فضل الله أولا، ثم ما منَّ الله به علينا من الوحدة والجماعة بين أبناء المملكة السعيدة والتلاحم بين أبناء الشعب والقيادة الرشيدة فلقد أذن الله تعالى لهذه البلاد بالاجتماع بعد الفرقة، والتوحيد بعد الشقاق على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – تغمده الله بواسع رحماته وأنزل على قبره شآبيب الرضوان والمغفرة في ملحمة تاريخية فريدة فنعمت البلاد والعباد بالخير والبركة والرخاء.
وأكد فضيلة الشيخ السديس ” انه بهذا التوحيد وهذه الوحدة أقامت المملكة أصلا مكينا من أصول الدين وأقرت أعين الموحدين يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، “ثم إن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين.” ويقول العلاَّمة ابن القيم، ” ولُزوم الجماعة مما يُطهِّر القلب من الغِل والغش فإن المسلم للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، بخلاف من انْحازَ عنهم وانْشغل بالطعن عليهم والذم لهم ،”
وأوصى فضيلته بالالتفاف حول الوشيجة الدينية والآصرة الوطنية التي لا تُشَاد ولا ترسو ولا تَسْتَقِرْ إلا على أصول وِحْدتنا الإسلامية.
وشدد فضيلته على أن مِن الخديعة للوحدَة الوطنية والتغريد بل النَّعيب في المواقع التواصُلية والشبكات العنكبوتية يعد إيقَادًا للفتن والإرجاف وإذكاءً للشرور ونقْضًا لِمُحْكَمَاتِ الأُلفة والاتّحَاد وان العاقل هو من يحفظ عقله عما يُبَثُّ من الأفكار الخادعة والأهواء المُفَرقة الموجعة والآراء المشتتة الصادعة ويُفَعِّل الحِسَّ الوطني في إطار ثوابت الدين وهَدْي سيد المرسلين وصحابته الغُر الميامين أصحاب المجد الراسخ فليتق الله المُغَرِّدون والمُتَوْتِرُون فيما يقولون ويكتبون.
وقال السديس وما القصد والمُرَاد إلاّ النَّأيُ بأمَّتنا وسَامِق وحْدَتنا، وبديع أُلْفتنا عَنْ فِجَاج العثَار فهاهي أمتنا الإسلامية تعْصِف بها رياح الفِتن الهوجاء ولا مَعْدَى عَنْ إقامَة مُجْتمع بَاسِقٍ مُتَعَاضِد مؤسَّسٍ على أصْلَب دَعَائم الصِّدْقِ والوفاء وأمْتن أركان الجَمَاعَة، والسَّمع والطّاعة إنْ تَدَابَرَ النَّاسُ تَعَانَقْنَا وإن تناثروا تَرافَقْنَا وإن تخالفوا تناصَرْنا، وإن تقاطعوا تواصَلْنا، وإنْ ضَنُّوا تآثرْنا.
وأضاف يقول إن نهج المسلم الحق دوماً شكر النعم وحمد المنعم خاصة عند تجدد النعم وتبدد النقم فنحمد الله ونشكره على ما أفاء على بلادنا من نعمة التوحيد والوحدة وتحكيم الكتاب والسنة وخدمة الحرمين الشريفين اللذين يشهدان أعظم توسعة عرفها التاريخ ونعمة الأمن والأمان بفضل الله .
وأردف معاليه قائلا : فهذه ذكرى للذاكرين للتلاحم والتراحم والثبات على صراط الله المستقيم، فتلكم قاعدة الفلاح الرصينة، وقلعة الأمن والسؤدد الحصينة، قال تعالى: / وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ / , سائلا الله تعالى أن يوفق قادة بلادنا لكل خير وفلاح وإلى ما يحبه الله و يرضاه وأن يديم على بلاد الحرمين الشريفين النعم ويرد عنها كيد الكائدين ومكر الماكرين وعدوان المعتدين ولاتزال قيادتها ورُعاتها وعلماؤها ورعيتها ورجال أمنها بعناية الله محفوظين مكلوئين وسائر بلاد المسلمين.

اقرأ أيضا  الشيخ السديس : المملكة وإندونيسيا تمثل الصورة المشرّفة التي تحقق الوسطية في كل المجالات

المصدر : المدينة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.