الاستقامة

الأحد،27ربيع الأول1436//18يناير/كانون الثاني2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي
نبذة مختصرة عن الخطبة:
ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: “الاستقامة”، والتي تحدَّث فيها عن الاستقامة، وذكر ما أعدَّه الله تعالى للمستقيمين على أمره، المُتمسِّكين بسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم -، وذكر الأدلة من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح الدالة على ذلك.
الخطبة الأولى
الحمد لله العليّ العظيم، العليم الحكيم، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأُثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحمن الرحيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله ذو الخُلُق الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ذوي النهج القويم.
أما بعد:
فاتقوا الله – أيها المسلمون – حق التقوى، فتقوى الله عُدَّة للشدائد في الآخرة والأولى، ومُوجِبةٌ لرضا الجليل الأعلى، يُيسِّر الله بها الأسباب، ويدفع الله بها العذاب.

عباد الله:
إن سعادة الإنسان أن يُحافظ على فطرته التي فطر الله عليها الخلق، فلا يدَع فطرته تنحرف عن الصراط المستقيم، ولا يتركها تفسُد بالشهوات ولا بالشبهات، ولا يُمكِّن من نفسه الشياطين من الإنس والجنّ، يصُدُّونها عن سبيل الله، ويُورِدونه موارد الهلاك، والخِزي والمُوبِقات؛ بل يحتمي بعز الله وقدرته، ويتوكَّل على خالقه، ويعتصِم بدينه القويم، ويُفوِّض أموره كلها إلى الله – عز وجل -، راغبًا إلى الله راهبًا منه، قال الله تعالى:﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾[آل عمران: 101].

أيها المسلمون:
أتدرون ماذا أعدَّ الله للمعتصمين به المستقيمين على أمره من الأجر، وماذا آتاهم من الذُّخْر، إن الله تعالى يُبيِّن ذلك في كتابه في قوله – عز وجل -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14]، فالاستقامة هي الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، والاستقامة سعادة الإنسان وفلاحه ونجاحه، وفوزه ونجاته، وعُدَّته لشدته، وما أشد حاجتنا نحن المسلمين إلى الاستقامة وتفقُّد النفس ومحاسبتها، وما أعظم افتقارنا إليها، خاصةً في هذا العصر الذي اشتدَّت فيه المِحَن، وكثُرت فيه الفِتن، ليُصلِح الله أعمالنا، ويُقيم على الطاعة أحوالنا.

وليُحسِن العبدُ في عبادته وأعماله كلها، حتى يُحسِن الله لنا العواقِب في الأمور كلها، في مآلنا وحالنا.

والاستقامة أعظم ما منَّ الله به على العباد، وهي وحدها الزادُ ليوم المعاد، أمر الله بالاستقامة في غير ما آيةٍ من كتابه، فقال – تبارك وتعالى -: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112]، وقال – تبارك وتعالى -:﴿ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [الشورى: 15]، وقال – تبارك وتعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴾ [فصلت: 6].

اقرأ أيضا  المصائب الدنيوية .. الداء والدواء

وتفسير الاستقامة: هي الثبات على دين الله، ولزوم الصراط المستقيم، فلا ينحرف العبد مع الأهواء والشهوات والبدع المُضِلَّة، الاستقامة هي تعظيمُ أوامر الله بالمسارعة إلى امتثالها، والاستقامة هي تعظيم نواهي الله بالبُعد عنها واجتنابها، الاستقامة هي المحافظة على الطاعات، فلا يأتي بعملٍ يُبطِلها ولا يُنقِصها، الاستقامة هي أن يُحدِث لكل ذنبٍ توبةً نصوحًا، الاستقامة هي عبادةُ الله بما شرع الله، وبما شرع رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وبُغض البدع، والبُعد عنها، والتحذير منها، الاستقامة هي عمل الطاعات مع الإخلاص لله – عز وجل -، والخوف ألا تُقبل، الاستقامة هي التمسُّك بسنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ونشرها وتعظيمها، وكراهة ما يُضادُّها، الاستقامة بدؤها ومنتهاها تحقيق التوحيد لرب العالمين.

روى ابن جرير في “تفسيره” عن سعيد بن عمران قال: قرأتُ عند أبي بكر الصِّدِّيق – رضي الله عنه – هذه الآية:﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30]، قال: “هم الذين لم يشركوا بالله شيئًا”، ثم روى من حديث الأسود بن هلال قال: قال أبو بكر – رضي الله عنه – في هذه الآية: ﴿ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره.

وقال ابن عباس – رضي الله عنهما – في هذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ على شهادة أن لا إله إلا الله.

وقال أبو العالية: ثُمَّ اسْتَقَامُوا أخلصوا له الدين والعمل.

وما أعظم وأجلّ تفسير السلف للاستقامة بتحقيق التوحيد لله – تبارك وتعالى -، بكل أنواعه، فإن هذا هو الأصل وهو البداية والنهاية لكل مسلم.

والاستقامة نهاية الغايات، وأعظم الوصايا، وأجلُّ العطايا؛ عن سفيان بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قلتُ: يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرَك، قال: «قل: آمنتُ بالله، ثم استقِم»؛ رواه مسلم.

وكان الحسن البصري – رحمه الله – يقول: اللهم أنت ربنا، فارزقنا الاستقامة.

إن الاستقامة هي: أن يعمل المسلم لنفسه، وأن يُقدِّم لآخرته ما ينفعه، وأن يدعو مع ذلك إلى ما هو عليه من الهدى، أن يأمر بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر، ليكون داعيًا إلى الله – عز وجل – على بصيرة، وليكون مُحسنًا إلى نفسه، وليكون مُحسنًا إلى الخلق، فإن صفة المؤمن أن يكون مُحسنًا إلى خلق الله بعد أن يُحسِن إلى نفسه، وكان الحسن البصري يقول ويُكثِر من سؤال الله الاستقامة، وغيره من السلف.

وقد جعل الله ثواب الاستقامة أعظم الثواب، وأمَّن صاحبها من العذاب، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾[فصلت: 30 – 32].

الله أكبر، ما أجلَّ هذا التكريم، وما أوسع هذا النعيم، قال ابن كثير – رحمه الله – في “تفسيره”: ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾ قال مجاهد: عند الموت، ﴿ أَلَّا تَخَافُوا ﴾ أي: مما تُقدِمون عليه من أمر الآخرة، ﴿ وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ على ما خلَّفتموه من أمر الدنيا من ولد وأهلٍ ومالٍ أو دَيْن، فإنا نخلُفكم فيه، ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ فيُبشِّرونهم بذهاب الشر وحصول الخير، ﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾أي: تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: نحن كنا أولياءكم – أي: قرناؤكم – في الحياة الدنيا نُسدِّدكم ونوفِّقكم ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة، نُؤنِسُ منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونُؤمِّنُكم يوم البعث والنشور، ونُجاوز بكم الصراط، ونُوصِلكم إلى جنات النعيم، ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ﴾ أي: في الجنة من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس، وتقرُّ به العيون، ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ أي: مهما طلبتم وجدتم، وحضر بين أيديكم كما اخترتم، ﴿ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ أي: ضيافةً وعطاءً وإنعامًا من غفورٍ لذنوبكم، رحيمٍ بكم.

اقرأ أيضا  خطبة المسجد النبوي : القدوة الحسنة

قال الله – تبارك وتعالى -: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه.

الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى جنته ورضوانه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وإخوانه.

أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى.

أيها المسلمون:
إن أحسن أحوال العبد أن يكون فاعلاً للحسنات بعد الحسنات، وأن يكون تاركًا للمحرمات، قال الله تعالى:﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 36 – 38].

فليُحسِن المسلم في العمل، وليُحسِن الظن بربه، فإن الله تعالى قال في الحديث القدسي: «أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني»، وأقبح شيءٍ بالعبد أن يُسيء العمل، ويتمنَّى على الله الأماني، قال – صلى الله عليه وسلم -: «استقيموا ولن تُحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة».

وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يُكثِر من الدعاء بقوله: «اللهم يا مُقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك، اللهم يا مُصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك».

فاتقوا الله – عباد الله -، إن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال – تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدة صلَّى الله عليه بها عشرًا»، فصلُّوا وسلِّموا على سيد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.

اقرأ أيضا  خطبة مضمنة مجموعة خطب مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، لا إله إلا أنت.
اللهم أحسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم ثبِّتنا عند السؤال يا رب العالمين، اللهم ثبِّتنا عند السؤال، اللهم لا تكلِنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأصلح لنا شأننا كله، يا حي يا قيوم.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين يا رب العالمين.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك يا قوي يا عزيز.

اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.

اللهم اخذل الكفر والكافرين، اللهم اخذل الكفر والكافرين، اللهم أبطِل مكر أعداء الإسلام يا رب العالمين، اللهم أبطِل كيد أعداء الإسلام يا رب العالمين، يا أرحم الراحمين، يا قوي يا متين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح اللهم ولاة أمورنا، اللهم واجعل بلادنا آمنةً مطمئنة رخاءًَ سخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الرحمن الرحيم، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من الآيِسين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أغِث عبادك، اللهم وأحيِي بلادك، اللهم أحيِي بلدك الميت، واجعل ما أنزلته يا رب العالمين قوةً لنا يا رب العالمين على طاعتك يا أرحم الراحمين.

اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفِّقه لهداك، واجعل عمله في رضاك يا رب العالمين، وأعِنه على ما فيه الخير والصلاح للإسلام والمسلمين يا رب العالمين.

اللهم انصر به دينك، وأعْل به كلمتك، اللهم وفِّق نائبَيْه لما تحب وترضى، ولما فيه الخير والعز للإسلام والمسلمين يا رب العالمين.

اللهم ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾[البقرة: 201].

عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91].

واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه وعلى فضله يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
-الألوكة-

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.