تقرير استراتيجي يستعرض مستقبل حماس في ضوء وثيقتها

فلسطين (معراج) – أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت تقريرًا استراتيجيًا حول مستقبل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الإقليمي، في ضوء وثيقتها السياسية الجديدة وانتخاباتها الداخلية التي أفرزت مكتبًا سياسيًا جديدًا.

 وتسلط الدراسة الضوء على التحديات “الكبيرة” التي تحيط بحركة حماس في المرحلة الراهنة على الصعد المحلية والإقليمية  والدولية كافة.

 ويشار إلى أنه في الأول من مايو الجاري أصدرت حماس وثيقتها السياسية؛ التي أجملت فيها رؤيتها السياسية العامة ومن ضمنها رؤيتها للصراع مع دولة الاحتلال، وكافة المسائل الكبرى في القضية الفلسطينية.

وفي مواجهة المرحلة المقبلة- ترى الدراسة- أن حماس تحتاج لـ “إعادة تموضع جديد”؛ حيث إن أمامها عدة مسارات محتملة، منها:

 – طرح “مبادرة وطنية” سواء بإتمام المصالحة عبر تنازلات معينة بهدف عبور المرحلة.

اقرأ أيضا  هنية : 13 حكمًا قضائيًا بالإعدام صدرت بحق مدانين بالقتل في غزة

 – تكتيل قوى المقاومة” لمحاولة تجميع الصف الوطني في مواجهة جهود تصفية القضية الفلسطينية.

 – تبني رؤية إبداعية من خلال الاتكاء على مفردات الوثيقة السياسية، بغية اختراق الفضاء الإقليمي الذي يزداد ضيقاً؛ لتفكيك أو التخفيف من الحملة التي تستهدف الحركة.

 – الصمود والحفاظ على المكتسبات الأساسية كقاعدة المقاومة في قطاع غزة، وسلوك مزيج من محاولة تمتين الجبهة الوطنية الفلسطينية.

 وترى الدراسة أن المسار الأخير يبقى هو المتاح حالياً من خلال التحرك وفق استراتيجية الصمود والدفاع عن الذات باعتبارها مهددة في الوقت الراهن، وبموازاة ذلك العمل على بذل الجهود لتمتين الصف الوطني الفلسطيني، ومحاولة اختراق الفضاء الإقليمي.

وتوصي الدراسة حماس بالعمل على تمتين صفها الداخلي، لأن المرحلة المقبلة غير عادية من حيث كثافة الاستهداف الرامية لإضعافها وعزلها.

اقرأ أيضا  الجهاد الإسلامي تدعو لشد الرحال للأقصى والمشاركة في صلاة فجر الجمعة

كما توصيها بتكثيف تواصلها مع المفاصل المؤثرة في وسط الظهيرين العربي والإسلامي، وتعزيز التواصل مع النخب المحركة وذات التأثير الشعبي والرسمي.

وترى أنه نظرًا لعدم جدية الاحتلال والوسيط الأمريكي في مسار التسوية، ولعدم قدرة أيّ طرف فلسطيني من إقصاء الآخر في نهاية المطاف، فإن ذلك يتطلب من قيادة فتح أن تؤوب إلى مسار الشراكة مع كل القوى الفلسطينية للخروج من المأزق الفلسطيني، ولمواجهة جهود تصفية القضية.

وتحذر الدراسة من أن السعي لإضعاف حماس أو إزاحتها عن الساحة الفلسطينية، سيدفع باتجاه ظهور البديل، الذي هو القوى المتطرفة التي لا تملك عقلًا سياسيًا، ولا مشروعًا نهضويًا عمليًا.

وتدعو كل القوى والدول أن تدرك أن حماس تجمع بين كونها حركة تحرر وطني وبين كونها حركة تتماهى أيديولوجيتها السياسية مع هوية المنطقة ودينها، وتُعبرِّ عن تطلعات تشغل الأمة بأسرها؛ ولذلك فإنه يصعب استئصالها أو حتى إضعافها.

اقرأ أيضا  إسرائيل تعرض استعادة أسراها لدى حماس مقابل إعادة إعمار غزة بالكامل

وتقول الدراسة: “ربما أدت محاولات مواجهتها وضربها إلى إثارة مزيد من مشاعر التحدي لديها وربما تحفيزها وتصليب عودها. لذا فالأولى هو محاورة حماس وليس استهدافها”.

المصدر : الرأي

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.