شباب اليوم رجال الغد

الأربعاء  19 ربيع الثاني 1438 الموافق18 يناير/ كانون الثاني 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية .

جيل اليوم هو «جيل التكنولوجيا» و«التيك اواي» فهذا العصر امتلأ بالأنانية وطغت عليه أبواب التفكك الأسري والفتن والابتعاد عن ديننا الإسلامي وتعاليمه، شباب اليوم يعيش في متاهات هذا العصر من خلال عدة طرقات تؤدي إلى الهاوية وإلى المرض وإلى الموت أو السرقة أو القتل أو المخدرات.

إن شباب اليوم هم آباء ورجال المستقبل، وبنات اليوم هن أمهات جيل الغد، لقد تعددت مشاكلهم وتدهورت سلوكياتهم حتى وصلت إلى حد خطير يجعلنا نشعر بقلق كبير على مستقبلهم القادم وتعددت الأسباب وبدأنا نبحث عن هذه الأسباب هنا وهناك، ولكننا تجاهلنا ان أول هذه الأسباب هو الآباء بسبب انشغالهم وإهمالهم لأبنائهم من خلال العمل أو الديوانية أو المقاهي أو «الويك إند» أو السفر الدائم، لقد أبحرت في مخيلتي وبدأت أفكاري تسبح في أعماقها ولكني وجدت أمواجها تحاول بكل قواها ان تغرقني في متاهات من الحيرة والأسئلة، لماذا؟.. وكيف؟.. وما العمل؟

وبدأت أبحث عن الحلول ثم شعرت بقيود تلتف حولي تحاول ان تقيد أفكاري، ولكن بقوة عزيمتي استطعت التغلب على كل هذه الأمواج التي تحاول ان تدفعني أسفل الأعماق، وسرعان ما استطعت بإرادتي القوية الوقوف على الأمواج والتأرجح على كل موجة وجعلتها متعة وليست عقبة، هذه هي الحياة التي تريد العزيمة القوية والفكر الذي يغوص ويبحر للوصول إلى الهدف والبحث عن المفقود ويظل يقاوم ويتقدم للوصول إلى الأعلى فيتحول من الضعف إلى القوة ومن الخوف إلى الشجاعة ومن الظلام إلى ضياء ومن الضباب صفاء.

أعود إلى منبع كلامي وهدفي من بعد هذه المقدمة، وهناك سؤال يطرح نفسه لماذا أصبحنا غرباء عن بعضنا؟ وأصبح التفكك الأسري هو السمة السائدة في عصرنا؟ لقد قال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، ومن هنا نعود ثانية إلى الآباء وتقصيرهم تجاه أبنائهم، أصبح الآباء بعيدين كل البعد عن أبنائهم وليس لديهم علم عن أسباب مشاكل هذا العصر المخيف الذي يلتف حول الشباب بكل مغرياته التي نهايتها خسارة حقيقية ستلقي بهم إلى إحدى المتاهات التي أشرت إليها، فانشغال الآباء ألقى بهؤلاء الشباب في هذه التهلكة ولكني لم أستبعد الأم من المشاركة في التقصير تجاه أبنائها ولم تستطع تعويض أبنائها عن الأب ولم يقم أحد الطرفين بتقديم النصائح لهم وتعليمهم أصول لعبة الحياة لمواجهة الصعاب ويبقى الأبناء في ضياع ويصبح جفاف العاطفة كالصحراء الخالية من الحياة المليئة بالوحوش المفترسة تنهش في أبنائهم، ويتساءلون لماذا أبناء الغير أخلاقهم غير أبنائنا وهم السبب الرئيسي فيما وصل إليه أبناؤهم وأنت أيتها الأم ساعدت كثيرا في وصول أبنائك إلى هذه المرحلة فعند حدوث أي مشكلة كنت تسمحين بتدخل الأهل والأصدقاء ولم يتبق سوى نشرها بالصحف وجعلت من كل صغيرة كبيرة ومن الحصوة صخرة لتلقي بها وتجرحين من حولك ولم تحاولي أن تجعلي من كبريائك وسيلة لإنقاذ أسرتك

ونهاية أقول: ليس كل عطاء عطاء، وليس كل حنان حنانا، فهناك عطاء يفرضه الله عز وجل على الوالد ويجب عليه القيام به من أجل أبنائه وإشعارهم بالعطف والحنان والحب والحماية، فالأبناء أمانة في أعناقنا جميعا يجب الحرص على هذه الأمانة والاهتمام بها.

بقلم : هديل الخليفة

المصدر : الأنباء.كوم

اقرأ أيضا  القره داغي: الإسلام يفجر ينابيع الرحمة للعالمين لا قنابل نووية
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.