الإسلام جاء ليوحد و ليس ليفرق

الإثنين-11 ذوالقعدة 1434 الموافق 16 أيلول /سبتمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

الإسلام جاء ليوحد البشر من كافة الألوان والأعراق والأوطان والأجناس تحت راية واحدة، أما إسلامنا اليوم جاء ليفرق البشر داخل الوطن والعرق الواحد إلى أصناف مختلفة من المسلمين. فذلك سلفي وذلك إخوان وذلك متدين عادي.

إن أكثر ما يحز في نفسي أننا أصبحنا كالأديان المختلفة تحت راية الإسلام. فذلك السلفي يعتقد أنه أكثر تديناً وفهماً للدين وقرباً إلى الله وأن غيره من الآثمين. وذلك صبحي صالح يقول في تقدير تضحيات الإخوان من قمع ونزول في الشارع إن الإخواني لا يتزوج إلا إخوانية. وذلك المتدين العادي (مدرسة عمرو خالد ومصطفى حسني) الذي هدفه تعمير الأرض بالعلوم والفنون يقول عن السلفي إنه يعقد الدين وعن الإخواني إنه لا يهمه الدين بقدر ما يهمه جماعته الخاصة.

جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبداً وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أبداً فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: (أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِله وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) – هذا الحديث يلخص طوائف الفكر الإسلامي المختلفة من طائفة المتشددين في الدين وهم يحرمون ما أحله الله لاعتقادهم أن في هذا تقريب إليه عز وجل مثل حديث الرسول عن “هلك المتنطعون” والمتنطعون هم المتشددون في أمورهم الدينية والدنيوية. وطائفة المتسيبين في الدين وهم الذين قد يؤمنون بالله ولكنهم يقصرون في العبادات المختلفة مثل الصلاة والحجاب مثل قوله تعالي (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ). وأخيراً طائفة المتدينين الوسط على سنة رسول الله وهم من يتمتع بحظه من الحلال ويبتعد عن الحرام مثل قوله تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا).

اقرأ أيضا  مدير عام إيسيسكو : سيفشل أعداء الأمة الإسلامية حال أحسنا التنسيق

والسؤال إذن أي من الطوائف الإسلامية الثلاث على حق، أهم السلفيون. أم الإخوان أم المتدينون العاديون؟ الإجابة لا توجد طائفة وحيدة على الحق. بل كلهم يكملوا بعضهم وإذا كانوا جميعاً معاً فكلهم على الإسلام الحق. إن الإسلام بحاجة للسلفيين حتى يركزوا على الشرائع وحتى لا ينسى الناس دينهم في ظل أشغال الحياة. وإن الإسلام بحاجة إلى الإخوان في نزولهم للشارع ومحاولتهم تطبيق شرائعه على الأرض. وإن الإسلام بحاجة إلى المسلم العادي الذي يتعارف على الغير ويأخذ منه ما ينفعه ويضيف إلى الحضارة أفكارا وعلوما إسلامية.

شئتم أم أبيتم عن رسول الله أنه قال “ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا”، ثم تلا: (وما كان ربك نسيا). وأنه في بعض المسائل أحكام ما قد يفُهم بحرمتها. وأحكام أخرى ما قد يفهم في تقييدها دون تحريمها علي المطلق. فأي شخص يعتقد أن في الفقه الديني رأيا واحدا فقط على الصواب وبقية الآراء على خطأ. لم يفهم معنى حديث “قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلّي لم يُرد منا ذلك فذُكر ذلك للنبي، صلى الله عليه وسلم، فلم يعنِّف واحداً منهم”.

اقرأ أيضا  القوى الفلسطينية تدعو الى اضراب شامل بغزة رفضا لمؤتمر البحرين

في النهاية. وكما تعلمون قبل يوم القيامة وقبل الحشر سيهلك المسلمون وسيقال عن أرض الكعبة. أرض كان فيها الموحدون. ولكن كيف سيهلك المسلمون. هل سيهلكون بفيضان مثلاً أم بالأعداء. الإجابة أصلاً البأس على المسلمين من أنفسهم وهلاكهم في النهاية أصلاً من بينهم لقوله صلى الله عليه وسلم: “سألت ربي ثلاثا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة أعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها”.

ربنا اجعلنا من المسلمين والموحدين لك. ووحدنا ولا تفرقنا

واجعلنا سببا في نصرك.

 

المصدر: Ahmad Osman

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.