موسى تشيرانتونيو: معجزات القرآن أخذت بيدي للإسلام

 الخميس،21 ربيع الاول 1435ه الموافق 23 كانون الثاني /يناير2014م وكالة معراج للأنباء “مينا”.

في سن السابعة عشرة بدأتْ بعض الأسئلة تلح على عقله بشأن الدين‏، بحث وقرأ الكثير من الكتب حتى وصل إلى القرآن الكريم‏، وبعد مرور تسع سنوات أصبح داعية إسلاميا.

ويعمل حاليًّا بقناة اقرأ الدولية التي توجه بثها باللغة الإنجليزية للمسلمين في شمال أميركا وآسيا وأستراليا, ويقدم برنامج تحت عنوان “اسأل الشيخ”، الذي يجيب عن أسئلة من يدخلون الإسلام في الغرب.. إنه الداعية الأسترالي موسى..

يقول موسى: ولدت وعشت حياتي كلها في أستراليا. أبي من أصول إيطالية، وأمي من أصول أيرلندية. وفي عمر الشباب بدأت بعض الأسئلة تلح على عقلي بشأن الدين، وبدأت أقرأ عن الإسلام وأتعرف عليه ليس لأعتنقه، ولكن لأجادل أحد أصدقائي وهو مسلم من البوسنة، وكان دائمًا يقول: إن الإسلام هو أفضل دين في هذا العالم. وعندما بدأت أقرأ عن الإسلام، وجدت قواسم مشتركة بين المسيحية والإسلام؛ فالمسلم يؤمن بالله ويؤمن بعيسى ونوح وإبراهيم وموسى، ولم أجد أي اختلافات بين ما أؤمن به والإسلام سوى في شيئين: محمد عليه الصلاة والسلام، والقرآن الكريم.

عندما بدأت أدرس الإسلام كنت أظن أني لن أجد فيه شيئًا صحيحًا أو عقلانيًّا، فكيف يمكن لدين يؤمن به الصوماليون والأفغان والعرب الذين يعيشون في الصحراء أن يكون صحيحًا؟ ولكني وجدت كل ما يدعو له الإسلام صحيحًا، ويتفق مع العقل!

الإعجاز العلمي

غير أني لم أنجذب للإسلام إلا عندما قرأت عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؛ فمعجزات القرآن العلمية أخذت بلبي وأسرتني ودفعتني لكي أعتنق الإسلام. وفي الحقيقة لم أنجذب للإسلام بسبب دعوته للأخلاق وحسن المعاملة؛ لأن كل الأديان تدعو لذلك، هو أمر سهل يمكن أن يدعيه أي شخص، كما يضع كل مؤلف توقيعه على كتابه، في رأيي آيات الإعجاز العلمي هي بمنزلة توقيع الله ودليل على أن القرآن الكريم من الله وليس من محمد.

اقرأ أيضا  فضل العشر من ذي الحجة

عندما اعتنقت الإسلام كان عمري 17 عامًا، وعندما أسلمت كنت في السنة الأخيرة من الدراسة الثانوية، وعندما أسلمت كنت أخصص نصف وقتي لدراسة الإسلام، والنصف الآخر لدراستي الثانوية.. فقبْل إسلامي كنت مثل كل الشباب في وطني لديَّ صديقة، وكنت أشرب الخمر، واستغرق الأمر مني عامًا كاملا حتى أتغير تمامًا، وتركت صديقتي رغم أني كنت أحبها كثيرًا؛ لأنها رفضت اعتناق الإسلام، وتوقفت عن شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، وبدأت أحرص على تناول اللحم الحلال، بل وواظبت على الصلوات الخمس كاملة وفي موعدها، رغم أن أصدقائي المسلمين -للأسف- لم يكونوا يصلون.

تغيرت بعد إسلامي

كتمت عن والدي خبر إسلامي لبعض الوقت، ولكنهما لاحظا من تغيُّر تصرفاتي ومن بعض سلوكياتي؛ فمثلا تعجبا من قراءتي للقرآن، والدين لكثير من الغربيين والأستراليين مجرد جزء من الثقافة، فهم ليسوا متدينين فعلا.. فمثلا جدتي سألتني لماذا أصبحت تركيا؛ لأنها تعتقد أن الإسلام جزء من الثقافة التركية. ثم جاء وقت طلبت فيه من والدتي أن تطهو لي اللحم الحلال فقط، فقالت ساعتها: لن أدخل اللحم الحلال منزلي أبدًا. والآن هي تطهو اللحم الحلال في كل يوم، فعندما أدركوا كم غيَّر الإسلام شخصيتي للأفضل، وأني سعيد وأني لا أشرب الخمر، وأني لا أثير المتاعب، بدأوا يتقبلون الأمر.

اقرأ أيضا  فضل العشر الأواخر

زملائي في المدرسة كانوا سعداء من أجلي، حتى إن أعز أصدقائي اعتنق الإسلام بعد أسبوعين بعد أن حدثته عن الإسلام وأعطيته كتبا ليقرأها عن الإسلام. أما المعلمون فقد لاحظوا تغييرًا بارزًا في شخصيتي، وقال لي أحد أساتذتي: لقد تغيرت كثيرًا، فبعد أن كنت مشاغبًا في الماضي كثير المشاكل، أصبحت مهذبًا للغاية، حتى طريقتك في الكلام تغيَّرت.

الغرب والإسلام

شعرت بعد إسلامي بمدى بشاعة أحداث سبتمبر التي وقعت في أميركا، فالإسلام يمنعني من قتل الأبرياء، ويعلمني الصواب من الخطأ. أتذكر أحدهم قال لي ذات مرة: كل المسلمين إرهابيون. فسألته كل المسلمين حتى السيدة العجوز في الشارع، فتعجبت وسألته ما هي أدلتك؟ انظر إلى التاريخ، تاريخ الأندلس حيث عاش المسلمون والنصارى في دولة واحدة، أو انظر إلى صلاح الدين الأيوبي الذي عامل المسيحيين بالعدل والإحسان. إذا تأملنا تاريخ الإسلام سنجده أنه حافل بالعدل والإحسان للأديان الأخرى، وليس معنى أن أحد المسلمين ارتكب خطأ أنْ نظنَّ أنّ كل المسلمين كذلك.

داعية في استراليا

بدأت في العمل مع منظمة إسلامية في أستراليا في “ميلبورن” وكان نشاطها في التعريف بالإسلام وشرح حقيقته, وعملت أيضًا مع منظمة التراث الإسلامي التي تقوم بتدريس التاريخ الإسلامي الذي أعشقه, ودعتني العديد من المنظمات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي لإلقاء محاضرات في مؤتمرات مثل مؤتمر قناة السلام بيس تي في في الهند, وهو مؤتمر يعقد كل عامين، ويحضره مئات الآلاف من المسلمين, وذهبت عدة مرات لجنوب الفلبين حيث المناطق الإسلامية، وذهبت مرتين لدبي وقطر والكويت وأبوظبي.

اقرأ أيضا  ميانمار تنادي

رعاية المسلم الجديد

دائمًا ما أقول: إن المسلم الجديد ضعيف للغاية؛ إذ إنه معرض للانتكاسة في أي وقت. في تجربتي الشخصية -على سبيل المثال- استغرق مني الأمر عامًا كاملاً بمجهود شخصي ذاتي، حتى أصبحت مسلمًا حقيقيًّا مؤديًا للصلاة ومختلف العبادات والطاعات، ولو كانت هناك مؤسسات إسلامية قوية واسعة الانتشار كان الأمر سيكون أسرع وأسهل كثيرًا؛ فالمسلم الجديد بحاجة إلى من يرشده ويوجهه لصحيح الكتاب والسنة.

إن واجب المسلمين نحو أي مسلم جديد هو تقديم العون العقدي والنفسي لتثبيته؛ فالمسلم الجديد غالبًا ما ينفصل عن أسرته وآبائه غير المسلمين، باحثًا عن أصدقاء أو إخوة يشتركون معه في الديانة؛ فمثلا ينبغي الحرص على أداء المسلمين الجدد للصلوات الخمس في المساجد، وزيارة المراكز الإسلامية بشكل مستمر، والتعرف على إخوتهم في الإيمان.

قصة الإسلام

 

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.