أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً

الأربعاء،25صفر1436الموافق17ديسمبر/كانون الأول2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
بقلم الدكتور صالح بن محمد آل طالب
الخطبـــــــــــــــــــــــــــــــــة الـــــــأولــــــــــــــــــــــــــــى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد :-

فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) ﴾ .

واعلموا أن الدنيا ممر، وأن الآخرة هي المستقر، فاستبقوا الخيرات قبل فواتها، وحاسبوا أنفسكم على زلاَّتها وهفواتها، وكُفُّوها عن الإغراق في شهواتها؛ فالكيِّس مَنْ دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَنِ اتَّبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، ومَنْ أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومَنْ أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، فاللهَ اللهَ في السرائر، فما ينفع في فسادها جمال الظاهر.

أيها المسلمون:
في زحمة الحياة، ومع تراكم مشاغل الدنيا وتواليها – قد يَغفل الإنسان عن وظيفته الأساس التي من أجلها وُجِد، والغاية التي لها خُلِق ووُلِد؛ ألا وهي عبادة الله – سبحانه – وطاعته: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) ﴾ .

فأرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، وخلق الإنسان وسخَّر له ما في السماوات والأرض، كل ذلك لأجل القيام بحق العبودية ومقتضياتها لله سبحانه. ووعد بالجنة مَنْ أطاعه، وتوعَّد بالنار مَنْ عصاه، وأخبر – جلَّ في علاه – أنه سيأتي يومٌ تُعرض الخلائق فيه على الله، وتنشَر الصحف وتوزَن الأعمال؛ فينظر كلٌّ لميزانه بإشفاقٍ ووَجَل، يتمنى كمال عمله وحسن ما قدَّم، علَّ ميزانه أن يثقل بالحسنات، فيأتي يومٌ يكون الحساب والجزاء فيه بالأعمال، وللذرَّة قيمةٌ وميزان، وللحسنة تأثيرٌ، يشحُّ بها المرء على أمه وأبيه، وزوجه وبنيه وأخيه: ﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) ﴾ .

فما من أحد إلا سيندم؛ فالمقصِّر يندم على تقصيره، والعامل يندم أن لم يكن قد ازداد!.

في يوم القيامة مواقف وعرصات، وأهوال وكربات، ووزن للحسنات والسيئات، لن ينجو منها إنس ولا جان؛ إلا بالعمل – إذا رحمه الرحيم أرحم الراحمين.

فماذا قدمت لحياتك الأخرى يا عبدالله؟ ما مقداره ونوعه؟ وما مدى كماله وصحته؟

عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أخذ بيده وقال: ” يا يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّيلَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، فَقَالَ: ” أُوصِيكَ يَامُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: ” اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَىذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ”؛ رواه أبو داود في “سننه” بإسناد صحيح.

فهذا إرشاد نبوي كريم، بأن ندعو الله بعد الفراغ من الصلاة، ونسأله حسن عبادته، وقبل ذلك يقول الخالق جل في علاه: ﴿ الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (2) ﴾ فدل النصان الكريمان على أن حسن العبادة مرتبةٌ زائدةٌ على مجرد أدائها.

ولإن كان الكثير من المسلمين حريصين على أداء عباداتهم وما افترضه الله عليهم؛ فإن القليل منهم هم الحريصون على أدائها بإحسان، كاملة السنن والواجبات والأركان، سالمةً من الخلل والنقصان.

وأيم الله، إن المُسْلِمَيْن ليخرجان متوضئيْن للصلاة، ساعيين إلى المسجد، يصليان خلف إمام واحد، يننصرفان من صلاتهما وبينهما كما بين السماء والأرض في المثوبة والجزاء!! واسمعوا حديث عمار بن ياسر – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ” إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُإِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ تُسْعُهَا ثُمْنُهَا سُبْعُهَاسُدْسُهَا خُمْسُهَا رُبْعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا “؛ رواه أبو داود بإسناد حسن.

اقرأ أيضا  التحذير من النار

بل إن من المصلين من تُلَفُّ صلاته كثوب خلق، فيرمى بها في وجهه! وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لرجل: ” ارْجِعْ فَصَلِّ؛فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ “مع أنه أتى بأفعالها الظاهرة.

أيها المسلمون:
إن مما ينبغي للمسلم معرفته واستحضاره، أن للواجبات والمفروضات من العبادات جانبَيْن:جانب الإجزاء، وجانب الجزاء، فإذا أدى المسلم عبادته الواجبة؛ برأت ذمَّته منها وأجزأت، وأصبح غير مطالب بها، أما الجزاء: فهو المثوبة والأجر المترتِّب على أداء هذه العبادة، فقد يتساوى عابدان في الإجزاء، ويختلفان كما بين المشرق والمغرب في الجزاء، ومَرَدُّ هذا الاختلاف إلى حرص أحدهما على حسن عبادته وتمامها، وتقصير الآخر فيها.

عباد الله:
حقٌّ على كل مسلم يرجو لقاء الله، ويطمع في جنته، ويستجير به من ناره – أن يسعى لإحسان عمله في تمام وكمال، يسره وينجيه يوم تبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوه.

وإليكم – رعاكم الله – بعض ما تَحْسُن به العبادة:
فأول ذلك ورأسه، شرط صحتها؛ هو: الإخلاص لله والمتابعة لرسوله – صلى الله عليه وسلم – وذلكم هو مقتضى الشهادتين، والمراد: الإخلاص بنوعيه العام والخاص، وألا يكون العبد متلبسًا بشيء من الشرك في حياته، كدعاء غير الله، أو الاستغاثة والاستعانة بغيره، أو فرض شيءٍ من العبادات لغير الخالق الواحد – سبحانه وتعالى – وهذا باب عظيم ينبغي العناية به؛ فقد قال الله – جل في علاه – لرسوله الكريم: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (66) ﴾ فهو دليلٌ على أن الشرك لا ينفع معه عمل.

فالواجب على المسلم تفقُّد نفسه دومًا، وتوحيد الله في كل شؤونه.

وأما النوع الثاني مما تنبغي العناية به في جانب الإخلاص؛ فهو: أن تكون العبادة المؤدَّاة سالمةً من الرياء، مرادًا بها وجه الله وحده، وفي الحديث القدسي قال الله – تبارك وتعالى -: ” أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاء عَنْ الشِّرْك , مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي تَرَكْته وَشِرْكه “؛ رواه مسلم.

أما الشرط الثاني من شروط صحة العبادة فهو: المتابعة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمراد بها تأدية العبادة على الصفة التي جاءت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من غير زيادة ولا نقصان، ومعنى هذا: أنه لا يجوز أن يُعبد الله إلا بما شرعه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مبلِّغًا عن ربه؛ فالتعبد بما لم يشرعه الله، ولم يرد صحيحًا عن رسول الله – هو البدعة التي قال عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث عائشة – رضي الله عنها -: ” مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهوَ رَدٌّ “؛ رواه البخاري ومسلم، ولفظ البخاري: ” مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ” والله تعالى يقول: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ (21) ﴾ .

وثمَّة أمر آخر يتعلق بالمتابعة؛ وهو: أن العابد قد يؤدي عبادته كما أُمر، لكنه ينتقص من سُننها، ويجتزئ من واجباتها، وقد تتخللها بعض المكروهات، أو يداخلها شيءٌ من المحرمات. فهذه العبادة وإن أجزأت – إلا أنه ينقص من ثوابها بقدر ما نقص من حسنها، والغبن كل الغبن – يا عباد الله – أن يفعل الإنسان ما يفعله غيره، ثم يأخذ أجره أنقصَ بكثير من صاحبه؛ بل ربما لم يأخذ من ثوابه شيئًا! وربما فعل العبد فعلاً يريد به من الله الزلفى، على هيئة لم يشرعها الله، ولم ترد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيخزيه الله بهذا العمل، ويكتبه في عباده المبتدعين، شبيهًا بالضالِّين.

اقرأ أيضا  خطبة - حقوق الجار في الإسلام

أيها المسلمون:
ومما تحسن به العبادات الواجبات: تكميلها بالنوافل التي من جنسها، فأركان الإسلام عبادات متحكِّمات، ومن جنسها نوافل ومستحبَّات.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” ” أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي ؟ ” قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا دِينَارَوَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ : ” الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِبِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ،وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ،فَيُقْتَصُّ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ،فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ ، أُخِذَمِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ “؛ رواه مسلم.

كما ورد أيضًا في الحديث عند أبي داود بسندٍ فيه مقال: ” إِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ “.

ألا فاتقوا – عباد الله – وأحسنوا فيما تقدِّمون، وحافظوا على أعمالكم، ولا تكونوا كأقوامٍ لا يرضون أن تنتقص دنياهم شعرة، لا يبالون بما نقص من دينهم مهما كان من القلة والكثرة، أرضوا بالحياة من الآخرة؟ ﴿ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) ﴾ .

بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعنا وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

الخطبــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــــــــــــة

الحمد لله، توالت نعمه، وأحاطتنا مِنَنُه؛ فحقَّت علينا عبادته. نسأله أن يودعنا شكر نعمه، وأن يوفقنا للصالحات، ويسعدنا في الدنيا وبعد الممات. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد أيها المسلمون:
إذا استشعر المسلم أن هذه العبادة أمر الله، وفيها رضاه، قد رضي – سبحانه – أن تكون من الإنسان زلفى له وقربةً منه، يرفع بها الدرجات، ويمحو بها السيئات – كان هذا أدْعى للإنسان أن يهتم بعبادته ويعظِّمها ويجوِّدها ويحسِّنها.

فليحذر المسلم من تقديم العبادة بشكل هزيل، أو مظهر عليل؛ لأن الواجب تعظيم شعائر الله: ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ (32) ﴾ .

ولذا كان الإحسان أعلى مراتب الدين؛ في استشعار مراقبة الله للعبد، كما في الحديث المخرَّج في “الصحيحين”، أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قال: ” الإِحْسَانُأَنْ تَعْبُدَ اللَّهَكَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ “.

وهذا من جوامع الكلم التي أوتِيَها النبي – صلى الله عليه وسلم – لأنَّا لو قدَّرنا أن أحدًا قام بعبادته وهو يعاين ربه – سبحانه وتعالى – لم يترك شيئًا مما يقدَّر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السَّمْت، واجتماعه بظاهره وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها، إلا أتى به بالتتميم المذكور.
وفي حال العيان؛ إنما كان لعلم العبد باطلاع الله – سبحانه وتعالى عليه – فلا يُقدِم على تقصيرٍ في هذه الحال.

وإذا كانت مجالسة الصالحين مندوبة، لتكون مانعًا من تلبُّس الإنسان بشيء من النقائص/ احترامًا لهم واستحياءًا منهم – فكيف بمن لا يزال الله تعالى مطلعًا عليه في سره وعلانيته، نسأل الله تعالى أن يكتبنا في المحسنين، الذين قال عنهم: ﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ(26) ﴾ ، وقال: ﴿ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ (85) ﴾ .

اقرأ أيضا  تحريم البغي وقتل النفس المعصومة

هذا وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، محمد بن عبدالله، الهادي البشير والسراج المنير، رسول الله وخاتم أنبيائه.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين؛ إنك حميد مجيد.

وارضَ اللهم عن صحابة نبيِّك أجمعين، والتابعين ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، وارضَ عنَّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واهزم الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم انشر الأمن والاستقرار في بلادنا وبلاد المسلمين.

اللهم مَنْ أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين وديارهم ودينهم وأمنهم بسوءٍ – فأشغله بنفسه، وردَّ كيده في نحره، واجعل دائرة السوء عليه يا رب العالمين.

اللهم لا تسلِّط علينا بذنوبنا مَنْ لا يخافك ولا يرحمنا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا بما فعل السفهاء منَّا.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، ورُدَّهم إليك ردًّا جميلاً.

اللهم انصر المستضعفين من المسلمين، في فلسطين، وفي كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم أَنْجِ المستضعفين والمظلومين المضطَّهَدين في دينهم وديارهم في كل مكانٍ يا رب العالمين. اللهم انصر المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان، اللهم عليك بأعداء الدين؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم بأسك ورجزك إله الحق.

اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، ووفِّقهم لما تحبُّ وترضى، وخُذْ بنواصيهم للبرِّ والتقوى، وانصر اللهم مَنْ نصر الدين، واخذل الطغاة والملاحدة والمفسدين.

اللهم وفِّق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، وفِّقه ونائبه وإخوانهم وأعوانهم لما فيه صلاح العباد والبلاد، اللهم جازِهِ على ما يبذل لخدمة الإسلام والمسلمين، وكافئه على ذلك بالتوفيق وحسن النتاج يا رب العالمين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وقنا عذاب القبر، وشر فتنة المسيح الدجال، وفتنة المحيا والممات.

ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم ولجميع المسلمين.

اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك مطواعين مخبتين منيبين، ونسألك اللهم فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّث كرب المكروبين، واقضِ الدِّين عن المدينين، وفكَّ أَسْرَ المأسورين، واشفِ برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين.

الله اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وبلِّغنا فيما يرضيك آمالنا، نسألك اللهم رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، ربنا تقبل منَّا إنك أنت السميع العليم، وتُبْ علينا إنك أنت التواب الرحيم.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ (182)﴾ .
المصدر:منبر الجمعـــــــــــــــــة من الحــــــــــــــرم المكـــــــــــي

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.