خطبة – الأمل والتفاؤل بقدوم عام جديد

الخميس،26 رجب 1436//14 مايو/أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
ألقى فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: “الأمل والتفاؤل بقدوم عام جديد”، والتي تحدَّث فيها عن ضرورة التلبُّس بالتفاؤل والأمل في نصر الله وتمكين عباده المؤمنين، وذلك في مطلع عامٍ جديدٍ وأحوال المسلمين فيه تسُوءُ يومًا بعد يوم، وأشارَ إلى أن هذا ابتلاءٌ وتمحيصٌ من الله ليعلمَ الصادقين من الكاذبين، وليميز الخبيثَ من الطيبِ، ولم ينسَ التذكير بفضل صيام عاشوراء، وعِظَم هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي غيَّرَت وجهَ التأريخ.

الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونُثني عليه الخيرَ كلَّه.
يا ربِّ حمدًا ليس غيرُك يُحمَدُ
يا مَن له كلُّ الخلائِقِ تصمُدُ

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نستمنِحُ منها العزيمةَ والبأس، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُ الله ورسوله أنارَ الله به دياجيرَ الظُّلُمات والياس، صلَّى الله وبارَك عليه، وعلى آله الطيبين الآس، وصحبِه المُتفائِلين في جُملة الأغراس، والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا يُطيِّبُ مرائرَ الأنفاس.

أما بعد، فيا عباد الله:
خيرُ ما يُوصَى به على الدوام ومرِّ الأيام والأعوام: تقوى الله الملكِ العلاَّم؛ فتقوى الله نورٌ يُضيءُ الظُّلمات، وحصنٌ من الفتن المُوبِقات، وشفاءٌ من النوائبِ الحادِثات، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

فلازِم تُقَى الرحمن واسأله نُصرةً
يُمدِدك من إسعافِه بالعجائبِ
فإن التُّقَى حِصنٌ حصينٌ لأهله
ودرعٌ يقِي حادِثات النوائِبِ
أيها المسلمون:
في صحماء الفتن المُدلهِمَّة، ويَهماء التحديات المُحدِقة بالأمة، يدورُ الزمانُ دورتَه، ويُكمِلُ عامٌ من أعوامه مُهمَّته، عامٌ قد قُوِّضَت خِيامُه، وتصرَّمَت أيامُه، وتلك سُنَّةُ الله في كونه؛ أيامٌ سيَّارة، وأشهرٌ دوَّارة، وأعوامٌ كرَّارة، ﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾[الأحزاب: 62].
عامٌ أطلَّ على الأنام جديدُ
فلكلِّ قومٍ في البسيطة عيدُ
حيَّتْه حينَ أطلَّ آمالُ الورَى
ولَكَم صبَونَ إليه وهو بعيدُ

معاشر المُسلمين:
ها هي الأمة الإسلامية قد ودَّعَت عامًا هجريًّا مضى وتولَّى، ولم يبقَ منه إلا ذِكرى ما تبدَّى فيه من الخير وتجلَّى، ودَّعنا عامًا كما يُودِّعُ أحدُنا يومَه عند انقِضائه، لا يراه طويلاً ما بين صباحه ومسائه.

وفي مطلَع عامِنا الوليد الأغرِّ – جعلَه الله بارِقةَ نصرٍ وعزٍّ وتمكينٍ – لا بُدَّ أن نعيشَ الأملَ والتفاؤُلَ؛ فمع أنَّ أمَّتنا الإسلامية لا تزالُ رهينةَ المآسِي والنَّكَبات، والشَّتات والمُلِمَّات، جسدُها مُثخنٌ بالجراح، وأبناؤُها يُعانون في مُختلِف الوِهاد والبِطاح، تُراقُ فيهم الدماء، وتتقطَّعُ منهم الأشلاء، في صَلَفٍ ورُعونةٍ، وصُدارةٍ مأفونةٍ، بما يدكُّ الأطواد، ويرُضُّ لفائفَ الأكباد.

فلا ينبغي أن يحمِلَ ذلك على الإدلاجِ في سراديبِ الإحباط، والوُلوجِ في غياهِبِ الشِّمات والشِّماط. واليأسُ سُدفةٌ من حُلَك الظلام؛ لذا نهانا عنه الواحدُ العلاَّم، فقال – سبحانه -:
﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾[يوسف: 87]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾[الحجر: 56].
إذا اشتملَت على اليأس القلوبُ
وضاقَ لما به الصدرُ الرَّحيبُ
وأوطأَت المكارِهُ واطمأنَّت
وأرسَت في أمكانِها الخُطوبُ
أتاكَ على قنوطٍ منك غوثٌ
يمُنُّ به اللطيفُ المُستجيبُ

أمة الإسلام:
ليس أنجعَ في ساعات اليأس والقُنوط من إعمال سيف الأمل البتَّار، والادِّراع بالتفاؤُل والاستِبشار؛ فالأملُ يُخفِّفُ عناءَ العمل، ويذهبُ باليأس والقُنوط والملَل، وبعد حُلكة الليل الشديد تُشرِقُ شمسُ يومٍ جديدٍ.
إذا الأمسُ لم يعُد فإن لنا يومًا
نُضيءُ به الدنيا ونملؤُها حمدًا
وتُلبِسُنا في الليل آفاقُه سَنَن
وتُنشِئُنا في الفجر أنسامُه ندَى

اقرأ أيضا  يا شباب الأمة .. وصية من منبر المسجد النبوي

بالتفاؤُل والأمل تتدفَّقُ روحُ العزيمة، وتتألَّقُ نسَماتُ النبُوغ، وتتأنَّقُ بواعِثُ الثِّقةِ والتحدِّي. وهذه القوةُ الأخَّاذة، والكُوَّةُ النورانية هي من أزاهير الشريعة الربانية، والسيرة المُحمَّدية لرسول الهُدى – صلى الله عليه وسلم -.

وإن حياتَه الكريمة – بأبي هو وأمي – عليه الصلاة والسلام – لأنموذجٌ عمليٌّ للتدرُّع بالتفاؤُل والأمل والاستِبشار، في أحلَك الأزَمات والنوازِل والمُلِمَّات، حتى كان ليُبشِّرُ أصحابَه ويقول: «ليبلُغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ الليلُ والنهار، ولا يترُكُ الله بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلا أدخلَه الله هذا الدين، بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلاًّ يُذِلُّ الله به الكُفرَ»؛ أخرجه الإمام أحمد في “المسند”.
نبيٌّ أتانا بعد يأسٍ وفترةٍ
من الرُّسْل، والأوثانُ في الأرض تُعبَدُ
فأمسَى سِراجًا مُستنيرًا وهادِيًا
وعلَّمَنا الإسلامَ، فاللهَ نحمَدُ

أمة الإيمان:
وفي حوالِك الكُروب، ومعامِع الخُطوب، ومُدلهِمَّات الدُّروب تشرئِبُّ طُلَى أهل الإيمان إلى إشراقات النَّصرِ وبشائر الانبِلاج، وتتطلَّعُ إلى أرَجِ الانفِراج، وها هو واقعِنا خيرُ شاهِدِ عِيان، وأصدقُ مُنبِئٍ وبُرهان.

فكم من أممٍ وانيةٍ عزَّت من بعد هُمود، ونهضَت بعد خُمود، وسادَت بعد جُحود، وها هي فُلولُ الظلم والطُّغيان في بلاد الشام تحسِبُ سُويعَات حياتها، وإن كانت في عُقر القِلاع الحَصينة المَشيدة، وخلفَ المتارِسِ الشديدة؛ فالبشائرُ تأتي بتضييق الحِصار، ونِعمَّا هي الأخبار، ﴿ هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴾ [ص: 55].
نعم، لنا اللهُ مولانا نُؤمِّلُه
عند الرَّخاءِ وفي الشِّدَّاتِ والنُّوَبِ
ربٌّ يَغارُ ومن يطلُبه يُدرِكه
لا أرضٌ تقِيه ولا قصدٌ إلى هرَبِ

أهلَنا وإخوانَنا في فلسطين الصامِدة، بلد الأقصى الأسير! أبشِروا بالنَّصرِ الأثِير، بعد ما فُتِحَت المعابِر، وخُفِّفَ الحِصار، مما يزيدُ التفاؤُل والاستِبشار؛ فإننا نُؤمِّلُ الفرَجَ بعد الشدَّة والحرَج، واليُسرَ من بعد الضِّيقِ والعُسر، ﴿ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾ [الحشر: 2].

إننا لنتفاءَلُ – بإذن الله – بانبِلاجِ صُبحِ النصر المُبين في كل مكانٍ، على الظِّرابِ والآكام، لإخواننا في بلاد الشام، وفي فلسطين، وبُورما وأراكان؛ فالنصرُ للإسلام وإن تكالَبَ اللِّئامَ، ونشَروا التدميرَ والظلمَ والإرهابَ والإجرامَ.
﴿ إنها سُنَّةُ الله في خلقِه، لكنَّه الابتلاءُ الابتلاءُ، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31].
لا خيرَ في اليأسِ كلُّ الخيرِ في الأمَلِ
أصلِ الشجاعةِ والإقدامِ في الرَّجُلِ
نُعلِّلُ النفسَ بالآمالِ نرقُبُها
ما أضيَقَ العيش لولا فُسحةُ الأملِ

أمة النصر الموعود:
ليكُن منكم بحُسبان أن الأملَ والتفاؤُلَ لُحمُهما وسَداهُما التطوُّرُ والتجديدُ، ونبذُ الرَّتابَةِ والنَّمَطيَّة؛ فهُما للكَسَل والخُمول نِعمَ المطيَّة، مع المُحافَظة على الأُصول والثوابِت، فبِهما يتمُّ المُرادُ – بإذن الله -.

فابدأوا – رحمكم الله – مع بداية العامِ بالجدِّ والاجتِهاد، والتفاؤُل بالنَّصرِ والأمجادِ، والمغانِم الفِراد؛ فغوالِي الأماني لا تُدرَكُ بالتوانِي، وأنَّى يُدرِكُ العوالي الفَدمَ العالي؟!

يقول عبدُ الله بن الزُّبير – رضي الله عنهما -: “من جاء يطلُبُ ما عند الله فإن طالبَ الله لا يخيبُ، فصدِّقُوا قولَكم بفعلٍ؛ فإن مِلاكَ القول الفِعلُ”.

اقرأ أيضا  خطبة المسجد الحرام - وصية الله لحجاج بيته الحرام

وبعدُ، يا رعاكم الله:
ليكُن منكم بحُسبان أن الزمان أنفاسٌ لا تعُود، ولو جُمِعَت له الحرسُ والبُنود، وهو وحِيُّ التقضِّي، أبِيُّ الجانبِ، بطيءُ الرُّجوع، وهو مُنقضٍ بذاته، مُنصرِمٌ بنفسه، فمن غفَلَ عنه تصرَّمَت أوقاتُه، وعظُمَ فواتُه، واشتدَّت حسَراتُه، فإذا علِمَ حقيقةَ ما ضاع طلبَ الرُّجعَى، فحِيلَ بينه وبين الاستِرجاع.
وما المرءُ إلا راكِبٌ ظهرَ عُمره
على سَفَرٍ يُفنيه باليوم والشَّهرِ
يَبيتُ ويُضحِي كلَّ يومٍ وليلةٍ
بعيدًا عن الدنيا قريبًا من القبرِ

فاللهَ اللهَ في تحقيق العقيدة والتوحيد، ولُزوم السُّنَّة والجماعة، وتحكيم الشريعة، والعناية بالشباب والأجيال، والتحلِّي بالوسطيَّة والاعتِدال، والاستِثمار الأمثَل لوسائل الاتِّصال، وتسخير وسائل الإعلام في خدمةِ الإسلام، والله – عز وجل – يقول: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40].

بارك الله ولي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل خطيئةٍ وإثمٍ؛ فاستغفِروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفورٌ رحيمٌ.

الخطبة الثانية
الحمد لله مُقدِّر الأزمان والآجال، ومُبدِع الكون على غير مِثال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الكمال والجلال والجمال، يعجَزُ عن وصفِه بليغُ البيان والمقال، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ من عبَدَ ربَّه في الغِنَى والإقلال، صَلَّى الله عليه صلاةً دائِمةً في الأسحار والآصَال، وعلى آله وصحبه خيرِ صحبٍ وآلٍ، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وصالحِ الأقوال والأعمال، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فيا أيها المؤمنون:
اتقوا الله حقَّ التقوى؛ فإن تقواه – سبحانه – أوثقُ الوثائِق، وهي العُدَّةُ في المضائِق، وبها تُكشَفُ وجوهُ الحقائق.

إخوة الإيمان:
إن استِهلالَ عامٍ هجريٍّ جديدٍ يُذكِّرُنا بحدَثَيْن عظيمَيْن جليلَيْن غيَّرَا مجرى التأريخ، وكان فيهما نصرٌ وتمكينٌ، وعِزٌّ للأنبياء والمُرسلين والمُؤمنين، يبعَثان في النفس التفاؤُلَ والأملَ.

وأولُ هذين الحدَثَين: يومُ عاشوراء، ذلك اليوم الذي أنجَى الله فيه موسى وقومَه، ولذلك صحَّت السُّنةُ النبوية بفضل صيامِه عن الحبيب المُصطفى – صلى الله عليه وسلم -، كما في حديث أبي قتادة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سُئِل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: «أحتسِبُ على الله أن يُكفِّرَ السَّنةَ التي قبلَه»؛ خرَّجه مسلمٌ في “صحيحه”.

أما ثانيهِما: فهو هِجرةُ النبي المُصطفى – صلى الله عليه وسلم -، وإنه لحدَثٌ لو تعلَمون عظيمٌ، فيه من الفوائد والفرائد ما تحوِيه أجلاد، ولا يُوفِّيه جلَدٌ ولا اجتِهاد، وإن ذِكراها لتُشمرِجُ القلوبَ، وتزيدُ الشَّوقَ إلى النبي الحبيبِ المحبوبِ – صلى الله عليه وسلم -، وشمائله الزكيَّة، وأخلاقِه وقِيَمه السنِيَّة.

ولقد كان حدَثُ الهِجرة النبويَّة أمرًا فارِقًا في تأريخ البشريَّة جمعاء، لذا جعلَه الفاروقُ عمرُ – رضي الله عنه – بدايةَ التأريخ الإسلامي، ومُستندَ الوقائع والأحداث.

ألا فاتقوا الله – عباد الله -، وتفاءَلوا بالخير تجِدوه، واستفتِحوا عامَكم بمُحاسبةٍ جادَّةٍ صادقةٍ، وتوبةٍ نَصوحٍ من الزلاَّت والسيئات، وداوِموا على الأعمال الصالحات، وأكثِروا من القُرُبات والطاعات، وسجِّلوا في صحائِف عامِكم هذا ما يسُرُّكم في دُنياكم وأُخراكم، ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر: 39].

هذا، وصلُّوا وسلِّموا – رحمكم الله – على البشير النذير، والسراجِ المُنير، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ، فقال – سبحانه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».

اقرأ أيضا  خطبة المسجد الحرام - جزاء الحج المبرور

أزكى صلاةٍ بتسليمٍ يُؤازِرُها
على نبيٍّ كريمِ الأصلِ مُختارِ
محمدٍ خيرِ مبعوثٍ وعِترتِه
وصحبِه خيرِ أصحابٍ وأنصارِ

اللهم ارضَ عن الخلفاء الراشدين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ والتابعين، وعن الطاهرات أمهات المؤمنين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، ودمِّر أعداءَ الدين، واجعل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا، سخاءً رخاءً، وسائرَ بلاد المُسلمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لما تحبُّ وترضى، وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، وأسبِغ عليه لِباسَ الصحةِ والعافيةِ، وارزُقه البِطانةَ الصالحةَ التي تدُلُّه على الخير وتُعينُه عليه، اللهم وفِّقه ونائِبَه وإخوانَه وأعوانَه إلى ما فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين، وإلى ما فيه الخيرُ للبلاد والعباد.
اللهم وفِّق جميعَ وُلاة المُسلمين لتحكيم شرعِك، واتباع سُنَّة نبيِّك – صلى الله عليه وسلم -، اللهم اجعَلهم نُصرةً لعبادك المُؤمنين يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيثُ، فلا تكِلنا إلى أنفُسنا طرفةَ عينٍِ، وأصلِح لنا شأنَنا كلَّه.
اللهم انصُر إخوانَنا المُجاهدين في سبيلك في كل مكانٍ، اللهم انصُرهم في فلسطين، اللهم انصُرهم في فلسطين، اللهم انصُرهم في فلسطين على الصَّهايِنة المُعتدين المُحتلِّين، اللهم أنقِذ المسجدَ الأقصى، اللهم أنقِذ المسجدَ الأقصى، اللهم أنقِذ المسجدَ الأقصى من عُدوان المُعتدين يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم كُن لإخواننا في سوريا، اللهم كُن لإخواننا في سوريا، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم كُن لإخواننا في بُورما وفي كل مكان يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّولِ والإنعام.
اللهم إنا نسألُك من الخير كلِّه عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم، ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه ما علِمنا منه وما لم نعلَم.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، وارفع الضُّرَّ عن المُتضرِّرين، والبأساءَ عن البائسين المُضطهَدين يا ذا الجلال والإكرام.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم إنا خلقٌ من خلقِك فلا تمنَع عنَّا بذنُوبِنا فضلَك.
اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِلِ السماءَ علينا مِدرارًا.

ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليمُ، وتُب علينا إنك أنت التوَّابُ الرحيم، واغفِر لنا ولوالدينا ووالدِيهم وجميع المُسلمين والمسلمات، الأحياءِ منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مُجيبُ الدعوات.
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.
الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.