من صفات المتقين: الخشوع في الصلاة (خطبة)

الأحد 20 جمادى الأولى 1437//28 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أحمد أحمد سلطان
من صفات المتقين
الخشوع في الصلاة
• العنصر الأول/ الأدلة من الكتاب والسنة.
• العنصر الثاني/ فوائد صلاة الجماعة.
• العنصر الثالث/ حال السلف وخشوعهم في الصلاة.
أيها الأحباب:
لقد عدد ربنا جل وعلا صفات المتقين في كتابه، وبين أن من بين هذه الصفات المحافظة على الصلوات والخشوع فيها، لذا سنعيش في هذه الدقائق المعدودة عن الصلاة، قرَّةُ عيونِ الموَحِّدين، ولذَّةُ أرواح المحبين وبستان العابدين وثمرة الخاشعين.

فهيَ بستَانُ قلوبهم.. ولذَّةُ نفوسهم.. ورياضُ جوارحهم. فيها يتقلبون في النعيم.. ويتقربون إلى الحليم الكريم..

عبادة.. عظَّم الله أمرها.. وشرَّف أهلها.. وهي آخر ما أوصى به النبي عليه السلام.. وآخر ما يذهب من الإسلام.. وأول ما يسأل عنه العبد بين يدي الملك العلام.

العنصر الأول/ الأدلة من الكتاب والسنه على صلاة الجماعة:
عباد الله الصلاة فريضة من الفرائض التي افترضها الله عز وجل على عباده، وهى أول أركان الإسلام بعد الشهادتين،وهى أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، فينبغي على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها كما أمر الله عز وجل وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

إن المتأمل في القرآن الكريم، والمتدبر لآياته يجد أنه تبارك وتعالى أمر بالمحافظة على أداء الصلاة في وقتها قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103].

وقال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].

وأعطي الثواب العظيم،والجزاء الكبير، لمن يحافظ عليها في جماعه، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته، وفي سوقه، خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه: إذا توضأ، فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخطو خطوة، إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى، لم تزل الملائكة تصلي عليه، ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة.

وانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبين لنا ثواب المشي إلى صلاة الجماعة:
عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم، فأبعدهم ممشى والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي، ثم ينام “.

وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة “.

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له: أو قلت له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء، وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” قد جمع الله لك ذلك كله “.

فصلاة الجماعة سبب فى كمال إسلام العبد وإيمانه:
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: ” من سره أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف “.

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق “.

وعن أبى هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثمّ آمر بالصّلاة فيؤذّن لها، ثمّ آمر رجلا، فيؤمّ النّاس، ثمّ أخالف إلى رجال فأحرّق عليهم بيوتهم، والّذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنّه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء».

وانظروا إلى عظم الصلاة فى جماعة والمحافظة على الصف الأول:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا».

اقرأ أيضا  يا شباب الأمة .. وصية من منبر المسجد النبوي

لذا لم يرخص النبي صل الله عليه وسلم للأعمى ترك صلاة الجماعة فكيف بالأصحاء.

عن عمر بن أم مكتوم رضى الله عنه قال: جئت رسول الله فقلت: يا رسول الله أنا ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: ” أتسمع النداء؟ ” قلت: نعم قال: ” ما أجد لك رخصة “.

وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر “.

العنصر الثاني/ فوائد صلاة الجماعه:
فلصلاة الجماعة فوائد كثيرة وعظيمه منها.

القلب المعلق بالمسجد سيكون في ظلِّ الله – تعالى – يوم القيامة؛ مما يدُلُّ على فضل الصلاة في جماعة أنَّ مَن كان شديدَ الحب للمساجد لأداء الصلاة مع الجماعة فيها، فإنَّ الله – تبارك وتعالى – سيظله في ظله يومَ لا ظلَّ إلاَّ ظله؛ فقد روى الشيخان، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يومَ لا ظلَّ إلا ظله))، وذكر منهم: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد…)).

آتِي المسجد زائر الله تعالى.

ومما يدُلُّ على فضل صلاةِ الجماعة في المسجد ما قاله الرسولُ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من توضأ، فأحسنَ الوضوء، ثُمَّ أتى المسجد، فهو زائر الله، وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر)).

فرح الله – تعالى – بقدومك، ويستقبلك، ويرحب بك.

ومما يدل على فضل الصلاة مع الجماعة في المسجد ما قاله الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يتوضأ أحدُكم، فيحسن وضوءه ويسبغه، ثم يأتي المسجدَ لا يريد إلاَّ الصلاة فيه، إلاَّ تَبَشْبَشَ الله إليه، كما يتبَشْبش أهلُ الغائب بطلعته))، والبش كما يقول الإمام ابن الأثير: هو فرح الصديق بالصديق.

الملائكة تدعو لك من أول دخولك المسجد إلى أن تخرج منه، ومما يدُلُّ على فضل الصلاة مع الجماعة أنَّ مَن جلس في انتظارها، فهو في الصلاة، وأنَّ الملائكة تستغفر له، وتدعو له بالرحمة، فقال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يزال العبدُ في صلاةٍ ما كان في مُصَلاَّه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، حتى ينصرف أو يُحْدِث))؛ صحيح.

إنْ صليتَ في الصف الأول تصلي عليك الملائكة: روى أبو داود عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإنَّ الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه)).

فقد قال النعمان بن بشير – رضي الله عنهما -: سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((إن الله وملائكته يصلون على الصفِّ الأول أو الصفوف الأولى))؛ لذلك قال – عليه الصلاة والسلام -: ((لو يعلم الناسُ ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلاَّ أن يستهموا عليه، لاستهموا)).

بل إنَّها كالماء الذي يُطفئ النار وسوادها، ويغسل أثَرَها من بين جوانح الإنسان؛ لهذا قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن لله ملكًا ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم، قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها)).

وهو ما شرحه ابن مسعود عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون، فلا تكتب عليكم حتى تستيقظوا)).

لذلك لما سئل النبيُّ عن أحب الأعمال، قال فيما أخرجه البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود، قال: /”سألت النبيَّ: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: ((الصلاة على أوقاتِها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)).

بكلِّ ركوع وسجود تتهاوى وتتساقط آثامُك وجرائرك العظيمة؛ قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ العبدَ إذا قام يُصلي، أُتِي بذنوبه كلها، فوُضِعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد، تساقطت عنه))؛ رواه الطبراني بسند صحيح.

مع أهمية الإخلاص في هذا العمل؛ فعن أبي سعيدٍ الخدري – رضي الله عنه – قال: سمعتُ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((يكشف ربُّنا عن ساقه، فيسجد له كلُّ مؤمن ومُؤمنة، ويبقى من كان يسجدُ في الدنيا رياءً وسُمعة، فيذهب ليسجدَ، فيعود ظهره طبقًا واحدًا))، وفي لفظ: ((… فيُكشف عن ساقٍ، فلا يبقى مَن كان يسجد لله من تلقاء نفسه، إلاَّ أَذِنَ الله له بالسجود، ولا يبقى مَن كان يسجد اتِّقاءً ورياءً، إلاَّ جَعَلَ الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجد، خرَّ على قفاه، ولكن انظر إلى مواقف النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الصَّحابة فيما يخصُّ صلاة الجماعة؛ لتعرفَ خُطُورة الموقف.

اقرأ أيضا  أمريكي هدد بمهاجمة مسجديْن يواجه عقوبة السجن 20 عامًا

جهود النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – للخروج لصلاة الجماعة في شدة المرض:
فقد رَوى الإمامُ البخاري عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة قال: /”دخلتُ على عائشة – رضي الله عنها – فقلت: ألاَ تحدثيني عن مرضِ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قالت: بلى، ثَقُلَ (بضم القاف) النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: ((أَصَلَّى الناس؟)) قلنا: لا، هم ينتظرونك، قال: ((ضَعُوا لي ماءً في المخضب))، قالت: فعلنا، فاغتسل – عليه الصلاة والسلام – فذهب لينوء؛ أي: ليقومَ، فأغمي عليه، ثم أفاق – عليه الصلاة والسلام – فقال: ((أَصَلَّى الناس؟))، قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ((ضعوا لي ماءً في المخضب))، قالت: فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: ((أصلى الناس؟))، فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، والناس عكوف في المسجد؛ أي: مُجتمعون ينتظرون النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – لصلاة العشاء، فأرسل النبي إلى أبي بكر – رضي الله عنه – بأنْ يُصلي بالناس، فأتاه الرسولُ الذي بعثه الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: /”إنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم – يأمرك أن تصلي بالناس/”، فقال أبو بكر – رضي الله عنه -: وكان رجلاً رقيقًا: /”يا عمر، صَلِّ بالناس/”، فقا ل له عمر – رضي الله عنه -: /”أنت أحق بذلك/”، فصلى أبو بكر تلك الأيام…./”؛ الحديث.

الله أكبر، كم كان – صلوات الله وسلامه عليه – حريصًا على حضور صلاة الجماعة، يشتد مرضه فيغتسل، ثُمَّ يُغمى عليه، فيُفيقُ، فيغتسل للمرة الثانية، ثُمَّ يُغمى عليه، فيُفِيقُ، فيغتسل للمرة التالية، كلُّ ذلك لعله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يكسب نشاطًا يُمكِّنه بفضل الله – تعالى – من حضور صلاة الجماعة في المسجد.

أيها الحبيب:
هل كانت الصلاة قرة عين لك.
وهل اشتقت مرة أن تعود سريعاً إلى البيت كي تصلي ركعتين لله؟؟
وهل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله؟؟؟
وانظر إلى حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه مع الصلاة!!!.

كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله:
يا رسول الله أنت لا تنام؟؟؟
فيقول لها ((مضى زمن النوم))ويدخل معها الفراش ذات يوم حتى يمس جلده جلدها،،،
ثم يستأذنها قائلا: ((دعيني أتعبد لربي))فتقول: والله إني لأحب قربك… ولكني أؤثر هواك
ويقول الصحابة: كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء!!!
فهذا حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له والشفيع يوم القيامة،
فكيف حالنا نحن وقد أثقل كاهلنا ما أثقله من الذنوب والمعاصي.

العنصر الثالث/حال السلف وخشوعهم في صلاة:
والمتأمل في حال السلف الصالح سيري عجبا اناس كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله كانوا يحافظون عليها ويخشعون فيها وهذه باقة عطره أسوقها اليك.

قال سعيد بن المسيب: ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد.

وقال محمد بن واسع: ما أشتهي من الدنيا إلا ثلاثة أخا إنه إن تعوجت قومني وقوتا من الرزق عفواً من غير تبعة وصلاة في جماعة يرفع عني سهوها ويكتب لي فضلها.

وقال حاتم الأصم: فاتتني الصلاة في الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشر آلاف لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: من سمع المنادي فلم يجب لم يرد خيرا لم يرد به خير.

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: لأن تملأ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء ثم لا يجيب.

وهذا ميمون بن مهران أتى المسجد فقيل له: إن الناس قد انصرفوا فقال إنا لله وإنا إليه راجعون لفضل هذه الصلاة أحب إلي من ولاية العراق.

وروي أن السلف كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى ويعزون سبعا إذا فاتتهم الجماعة.

وكان الربيع بن خيثم قد سقط شقه في الفالج فكان يخرج إلى الصلاة يتوكأ على رجلين فيقال له: يا أبا محمد قد رخص لك أن تصلي في بيتك أنت معذور فيقول: هو كما تقولون و لكن أسمع المؤذن يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح فمن استطاع أن يجيبه و لو زحفا أو حبوا فليفعل.

وكان بعض السلف يقول: ما فاتت أحدا صلاة الجماعة إلا بذنب أصابه.

وقال ابن عمر رضى الله عنهما: خرج عمر يوماً إلى حائط له فرجع و قد صلى الناس العصر فقال عمر: إنا لله و إنا إليه راجعون فاتتني صلاة العصر في الجماعة أشهدكم أن حائطي على المساكين صدقة ليكون كفارة لما صنع عمر رضي الله عنه و الحائط البستان فيه النخل.

اقرأ أيضا  شكر النعم في رمضان (خطبة)

سئل حاتم الأصم عن صلاته فقال: أقوم الى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن يساري وملك الموت على رأسي وأظنها أخر صلاتي ثم أكبر تكبيرا بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعاً بتواضع و سجود بخشوع ثم أسلم ولا أدري أقبلت صلاتي أم لا.

ها هو على بن أبي طالب إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون فقيل له مالك؟.فيقول:
جاء وقت أمانه عرضت على السماوات والارض فأبين أن يحملنها وحملتها أنا.

وهاهو على بن الحسين كان إذا توضأ اصفر لونه فقيل له ما هذا؟ ما الأمر؟ قال: أتدرون بين يدي من سأقف.

الله أكبر.. الله أكبر.

ها هي أم المؤمنين عائشة تقوم في ساعةٍ من الليل فتبحث عن الني فلا تجده في فراشه وتتلمسه بيدها فتصل يديها إلى قدم النبي صلى الله عليه وسلـم وهو ساجد فتسمعة وهو يدعو الله في سجوده ويقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)).

وهذا سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيراً يخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى، فذهب إلى الطبيب يبكي ويقول:
يا رسول الله، إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت، فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله، فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي.

وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول:
إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة، فقيل له: كيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها.

ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة!!!قيل: كيف يا أمير المؤمنين؟
قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها.

ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون، وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان!!!
فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا؟؟

ويقول الإمام الغزالي رحمه الله:
إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا، سئل كيف ذلك؟؟ فقال: يسجد برأسه بين يدي مولاه، وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا فأي سجدة هذه؟؟؟

وقالوا… لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت: (يموت الآن) من كثرة خشوعه!!!
وهذا عروة بن الزبير ((واستمع لهذه)) ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم،،،
أصاب رجله داء الأكلة فقيل له: لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله،،،
ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك.

فقال: أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله؟؟؟والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته!!!
فقالوا: نسقيك المنقد مخدر؟ فقال: لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم،
فقالوا: نأتي بالرجال تمسكك، فقال: أنا أعينكم على نفسي، قالوا: لا تطيق،
قال: دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد، فإذا سجدت فما عدت في الدنيا، فافعلوا بي ما تشاؤون!!!

فجاء الطبيب وانتظر، فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول:
لا إله إلا الله، رضيت بالله رباً، وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً ورسولا، حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة!!!فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها، وقال: أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام، ويعلم الله، كم وقفت عليك بالليل قائماً لله…

فقال له أحد الصحابة: يا عروة… أبشر!!!جزء من جسدك سبقك إلى الجنة،

فقال: والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء.يا الله، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا.

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه…
فإذا سئل عن ذلك قال: أتدرون بين يدي من أقوم الآن؟؟؟

وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال:
الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن.

واخير:
أسال الله تعالي أن يرزقني وإياكم الخشوع في الصلاة. اللهم امين.
-الألوكة-